الإثنين 5 مايو 2025

محمد عبد الوهاب... موسيقار الأجيال الذي غنّى للزمن ورحل في صمت

محمد عبد الوهاب

4-5-2025 | 12:12

نانيس جنيدي
في مثل هذا اليوم من عام 1991، خيم الحزن على المشهد الفني العربي برحيل واحد من أعظم من عرفهم تاريخ الموسيقى: محمد عبد الوهاب، لم يكن مجرد ملحن أو مغنٍ، بل كان مدرسة قائمة بذاتها، تنبض بالابتكار والجرأة والجمال. صوته كان نادرًا، لكن ألحانه كانت أوسع من كل الأصوات، تعبر الأجيال وتذوب في الوجدان. عُرف عبد الوهاب برشاقته الفنية وقدرته العجيبة على الجمع بين الشرق والغرب، بين الطرب الأصيل والتجديد المتزن، لم يخَف من آلة الكمان الكهربائي، ولا من إدخال الجيتار أو الساكسفون، لكنه ظل وفيًا لروح الشرق في كل لحن. يكفي أن تسمع "النهر الخالد" أو "كليوباترا" أو "أيظن" لتدرك أنك أمام موسيقى تُروى لا تُعزف فقط. مع موهبته الجارفة، كان عبد الوهاب رجلًا يعرف متى يتوارى، ابتعد عن الغناء في عز مجده، وركّز على التلحين لكبار المطربين، أبرزهم أم كلثوم التي خاض معها تحديًا فنيًا راقيًا أثمر عن روائع لا تزال تُدرّس، لم يكن عبد الوهاب يبحث عن الأضواء، بل عن الخلود. رحل في هدوء كما عاش، لكن موسيقاه ما زالت تطرق القلوب وترافق الحنين في كل بيت، في ذكرى رحيله، نُدرك كم خسرنا حين غادر، وكم نحن محظوظون أنه مرّ من هنا، وترك لنا هذا الإرث العظيم