أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن التصعيد الإسرائيلي في المنطقة يأتي بشكل ممنهج، وذلك بالاعتماد على انجرار الولايات المتحدة عسكريًا في الشرق الأوسط، فبهذا تضمن إسرائيل تحقيق أكبر قدر من المكاسب، وفي الوقت نفسه تضمن الحفاظ على مكاسبها.
وأضاف "عاشور" في حديث لـ"دار الهلال" أن "هذا يعني أن إسرائيل، عبر القضاء على 'الحوثيين' في اليمن، تحافظ على مصالحها، وذلك لأنهم أولًا: هم التهديد الراهن الذي يستطيع أن يصل إلى العمق الإسرائيلي، كما شاهدنا في الصاروخ الأخير الذي ضرب مطار بن جوريون، ثانيًا: هم الذراع الأمني المتبقي لطهران في المنطقة"، وفق قوله.
وعليه، يقول أستاذ العلاقات الدولية، إن إسرائيل تستغل التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط لضرب الحوثيين، مشيرًا إلى أنها، كي تحقق أهدافها هذه، تركزت ضرباتها على ميناء "الحديدة" في اليمن، الذي يضم ميناء يشكل دعمًا اقتصاديًا كبيرًا لهذه الجماعة، كما أنه يحتوي على مصنع أسمنت تحسن عوائده من تواجدهم.
وأشار إلى أن إسرائيل عندما هاجمت الميناء أرادت أن تُكلف "الحوثيين" التداعيات الاقتصادية الناتجة عن ذلك، وبالتالي تحد من قدراتهم القتالية بشكل اقتصادي، وذلك لأن الحد من الناحية العسكرية أمر غير ممكن، بسبب تضاريس اليمن، التي تجعلها كأفغانستان.
لكنه يطرح أن الولايات المتحدة، بجانب إسرائيل، قد تقوم بدعم القوات النظامية في اليمن لوجستيًا وماديًا لمهاجمة "الحوثيين"، موضحًا أن هذا محفوف بالمخاطر، لأنه قد يشعل حربًا أهلية، ما يحول مضيق "باب المندب" إلى كتل من النيران، غير أن ذلك سيؤثر على انتظام الملاحة العالمية، لأن على الجانب الآخر توجد الصومال، حيث لا يختلف المشهد كثيرًا.
وبناءً على ذلك، يؤكد الدكتور رامي عاشور أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق أهدافها في المنطقة على حساب استقرارها، وفي ذات الوقت تسعى إلى تأمين مكاسبها المحققة في سوريا ولبنان وقطاع غزة.
وفيما يتعلق بخطورة ذلك على الأمن الإقليمي، يضيف أن الخطر يكمن هنا في أن إسرائيل تمضي في خطوات فعلية نحو تحقيق حلم "الدولة العبرية"، فعلى هذا النحو ستزيد الأطماع الإسرائيلية فيما بعد، بشكل يمس أمن واستقرار الدول العربية.