أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم الأربعاء، بأن الدولار الأمريكي شهد حالة من الاستقرار النسبي خلال تعاملات اليوم، وذلك قبيل الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وسط ترقب الأسواق لقرارات السياسة النقدية في ظل اقتصاد عالمي يتسم بعدم اليقين.
وسجّل مؤشر الدولار انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1%، مواصلًا خسائره للجلسة الرابعة على التوالي، فيما استقر اليورو عند مستوى 1.1366 دولار.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه اليوم، إلا أن بعض المتداولين يراهنون على استئناف دورة التيسير النقدي بحلول يوليو المقبل، رغم أن ارتفاع معدلات التضخم قد يُقيد فرص خفض الفائدة هذا العام، بحسب تقديرات عدد من الاقتصاديين.
في المقابل، تحولت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية إلى الارتفاع بعد إعلان واشنطن أن وزير الخزانة سكوت بيسنت وكبير المفاوضين التجاريين جيميسون جرير سيلتقيان أكبر مسؤول اقتصادي صيني يوم السبت المقبل في سويسرا. وقد عزز هذا الإعلان الآمال بإمكانية التوصل إلى اتفاقات تجارية قريبة، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأحد الماضي، والتي ألمح فيها إلى احتمال الإعلان عن بعض الصفقات خلال هذا الأسبوع.
ومن المنتظر أن يشير رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى الحاجة لمزيد من البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ أي قرار بشأن مسار أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.
ورغم تباطؤ عمليات بيع الدولار التي بدأت الأسبوع الماضي، إلا أن التوجه العام في الأسواق لا يزال يتسم بالحذر، خصوصًا مع استمرار خروج الاستثمارات من الأصول الأمريكية، وسعي المستثمرين في الأسواق الناشئة ذات العوائد المنخفضة إلى إعادة أموالهم إلى بلدانهم.
وفي آسيا، أدت القفزة التاريخية في سعر صرف الدولار التايواني في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى تحفيز مكاسب مماثلة لعملات إقليمية أخرى، مثل الدولار السنغافوري والوون الكوري الجنوبي.
ويُذكر أن العملة التايوانية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا عقب إعلان الرئيس ترامب، في 2 أبريل الماضي، فرض رسوم جمركية واسعة على شركاء تجاريين رئيسيين، إلا أنها تراجعت بنسبة 0.7% خلال تعاملات اليوم الأربعاء.
أما الوون الكوري الجنوبي، فقد سجل أعلى مستوى له في ستة أشهر عند افتتاح جلسة اليوم، قبل أن يتراجع بنسبة 1.5%.
وتزامن ذلك مع إعلان بنك الشعب الصيني عن خفض طال انتظاره في أسعار الفائدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد المحلي في ظل تداعيات الحرب التجارية المستمرة. وقال محافظ البنك إن المركزي سيقوم بتقليص نسبة الاحتياطي الإلزامي المفروضة على البنوك، في أول خفض من نوعه خلال عام 2025.
وفي أسواق العملات، سادت حالة من الهدوء النسبي اليوم، بعد موجة من التقلبات الحادة التي شهدتها العملة التايوانية خلال اليومين الماضيين.
أما الدولار الهونج كونجي، فقد تم تداوله بالقرب من الحد الأعلى لنطاق ربطه بالدولار الأمريكي، في حين تراجع الين الياباني بنسبة 0.4%، منهياً بذلك موجة مكاسب استمرت ثلاثة أيام، مع إعادة فتح الأسواق اليابانية بعد عطلة دامت يومين.