بات من الواضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتجه نحو التخلي عن الدعم المطلق لإسرائيل في سياستها، وذلك بسبب طريقة تعاطيها مع مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية منذ أكثر من 19 شهرًا، وفقًا لما أوردته وسائل الإعلام العبرية.
حلول أمريكية
ورجحت صحيفة "يسرائيل هيوم"، استنادًا إلى ثلاثة مسؤولين أمريكيين وعرب، أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -الذي يُروج بأنه سيُعلن إعلانًا مهمًا بشأن غزة- بالكشف عن حل شامل وطويل الأمد للأزمة في القطاع الفلسطيني، موضحة أن هذا الحل يتم صياغته بمشاركة جزئية فقط من إسرائيل، وربما لا يفي بجميع مطالبها.
ويتماشى هذا الحل مع مطلب الرئيس الأمريكي تجاه غزة، بما يتضمن إعادة إعمارها وإدارتها، مع ضمان دور محوري لبلاده في القطاع، كما قال المسؤولون لـ"يسرائيل هيوم".
ومن اللافت، أن الخطة الأمريكية تضمنت منح قيادة حركة حماس ضمانات بالمشاركة في الإدارة المدنية للقطاع مستقبلًا، وتقديم حصانة لقيادات حماس من الاستهداف، كما أنها تتضمن دمج قوات الشرطة في حكومة حماس ضمن قوات أمن فلسطينية مسؤولة عن حفظ النظام، وانسحابًا تدريجيًا لقوات الجيش الإسرائيلي من القطاع، وذلك مقابل أن تقوم الحركة الفلسطينية بتسليم سلاحها، وفقًا للمصدر ذاته.
وفي المقابل، أكدت حركة حماس أكثر من مرة أن مسألة نزع سلاحها أمر مرفوض، باعتباره حقًا لها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت "يسرائيل هيوم"، أن هناك قلقًا في "تل أبيب" من أن تصبح "لاعبًا ثانويًا" في غزة أو حتى خارج اللعبة في أسوأ الحالات، على شاكلة اتفاق وقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين الأخير، حيث لم يتم إبلاغها به.
يأتي هذا، بينما قالت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصدر مطلع، إن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطًا شديدة على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس قبل زيارة الرئيس المرتقبة للشرق الأوسط.
وترى الإدارة الأمريكية في هذا الموضوع أمرًا بالغ الأهمية، وفقًا للصحيفة العبرية، التي أشارت إلى أنها تُبلغ القيادة الإسرائيلية بأنه إذا لم تتقدم مع "واشنطن" نحو اتفاق، فسوف ترفع الأخيرة يديها عن زمام الأمور.
لماذا هذا التغير؟
عزت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية هذا التغير في الموقف الأمريكي إلى رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التصرف وفقًا للرؤية الأمريكية في الشرق الأوسط.
موضحة أن الأمريكيين يشعرون أن إسرائيل تضع العراقيل في طريق فوز الرئيس دونالد ترامب بجائزة نوبل للسلام الذي يطمح إليها، على حد قوله.
وأكدت الصحيفة العبرية، أن هناك مساعي أمريكية مكثفة للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، قبل وصول الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، الأسبوع القادم.
ويأتي هذا التحول في الموقف الأمريكي في ظل استعداد إسرائيل لتوسيع عملياتها في القطاع الفلسطيني، حيث تستعد لإطلاق عملية عسكرية على نطاق واسع.
وفي سياق ذلك، أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، أن الحكومة تلقت رسالة من الولايات المتحدة تفيد بأنها تفضل وقفًا لإطلاق النار بغزة بدلًا من عملية إسرائيلية شاملة، حسب ما نقلته عن مصدر بالحكومة الإسرائيلية، شدد على أنه من الصعب أن يرد زعيم الحكومة بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي طلبًا.
ومن اللافت، أن هذا التحول في اللهجة الأمريكية يأتي قبيل زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة للشرق الأوسط، فليس من المستبعد أن تكون واشنطن تحاول مجرد مناورة سياسية فقط لتلطيف الأجواء للرئيس دونالد ترامب، حسب مراقبين.