في ذكرى ميلادها، نسترجع ملامح مسيرة فنية هادئة لكنها مؤثرة، خطتها الفنانة الراحلة ثريا إبراهيم، التي استطاعت رغم أدوارها الثانوية أن تترك أثرًا لا يُنسى في قلوب المشاهدين. كانت حضورًا مختلفًا، بصوتها وأدائها وتفاصيلها الصادقة، فنجحت في أن تكون وجهًا مألوفًا في أبرز الأعمال الدرامية والسينمائية، وصوتًا محببًا في أفلام ديزني المدبلجة للعربية، لترحل في صمت، تاركة خلفها إرثًا فنيًا يُذكر بتقدير.
ودخول متأخر إلى الفن
وُلدت الفنانة ثريا إبراهيم في مدينة طنطا بمحافظة الغربية عام 1939، وبدأت رحلتها الفنية متأخرة نسبيًا في عام 1979، لكنها نجحت خلال سنوات عملها في ترك بصمة مميزة رغم اعتمادها في الغالب على الأدوار الثانوية.
قدمت ثريا مجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية التي تنوعت بين الكوميديا والدراما، أبرزها: توم وجيمي، كتكوت، حظ سعيد، البيه رومانسي، احكي يا شهرزاد، ورقة شفرة، بوبوس، عندليب الدقي، وحريم كريم.

رصيد سينمائي ودرامي متنوع
أما في الدراما التلفزيونية، فقد شاركت في أعمال جماهيرية لاقت رواجًا واسعًا، مثل: ليالي الحلمية، امرأة من زمن الحب، حديث الصباح والمساء، أميرة في عابدين، أولاد الشوارع، العميل 1001، ظل المحارب، ومزاج الخير.
وعلى خشبة المسرح، كان لها حضور خاص من خلال أعمال مثل كعبلون مع سعيد صالح، وشارع محمد علي إلى جانب فريد شوقي وشريهان وهشام سليم.
صوتها يخلدها في ذاكرة ديزني
كما تركت ثريا إبراهيم بصمة مميزة في عالم الأداء الصوتي، وخصوصًا من خلال مشاركتها في أفلام ديزني المدبلجة إلى العربية، حيث قدمت مجموعة من الشخصيات الشهيرة بصوتها، أبرزها شخصية "دانة للموضة" في فيلم أبطال خارقون، و"روز" في شركة المرعبين المحدودة، والتي اشتهرت بجملتها الأيقونية التي قالها لها محمد هنيدي في النسخة العربية: "روز زهرة الربيع المتفتحة".

كما جسدت دور "ناظلة" في سيارات، و"مدام بكار" في أطلنتس: الإمبراطورية المفقودة، و"إيما" في ديناصور، بالإضافة إلى شخصية "الجرسونة ماتا" في حياة الإمبراطور الجديدة. هذه الشخصيات جعلتها حاضرة في ذاكرة أجيال كاملة، بصوتها المميز وقدرتها على إعطاء كل شخصية روحًا خاصة بها.
نضال مع المرض.. ورحيل صامت
رغم مرضها في سنواتها الأخيرة، والتي دخلت خلالها العناية المركزة نحو 13 مرة كما روت ابنتها إيمان في حوار سابق لها، ظلت الفنانة ثريا إبراهيم مخلصة لفنها، واستمرت في الظهور بأدوار ثانوية في السينما والتليفزيون حتى الأيام الأخيرة من حياتها. لكنها رحلت قبل أن تتم تصوير مشاهدها في فيلم "زواج مستحيل"، حيث وافتها المنية في 18 يناير 2015 عن عمر ناهز 75 عامًا.
رحيل هادئ.. ونهاية لا تليق بمكانتها
ورغم مسيرتها الحافلة، جاء وداعها هادئًا، إذ اقتصر الحضور في عزائها على عدد محدود من الفنانين، أبرزهم فتوح أحمد، نبيل نور الدين، عهدي صادق، سامح الصريطي، منال سلامة، وسلوى محمد علي.
برحيلها، فقدت الشاشة المصرية واحدة من نجمات الظل، اللاتي أضفن بلمساتهن عمقًا وإنسانية إلى ملامح الشخصيات التي قدمنها، لتبقى ذكراها حاضرة في وجدان محبي الفن المصري.