الخميس 5 يونيو 2025

تحقيقات

"كأن لم تغن بالأمس".. مفاوضات البرنامج النووي الإيراني تعود إلى الصفر

  • 11-5-2025 | 11:39

طهران

طباعة
  • محمود غانم

مصير مجهول يكتنف مباحثات البرنامج النووي الإيراني، القائمة بين طهران وواشنطن، حيث عادت الولايات المتحدة مرة أخرى إلى لغة التهديد والوعيد، خاصة فيما يتعلق باستمرار إيران في تخصيب اليورانيوم، مما يعيد المحادثات إلى الصفر وكأنه لم تُعقد ثلاث جولات سابقة بين البلدين.

الجولة الرابعة 

تحتضن العاصمة العُمانية، مسقط، اليوم الأحد، الجولة الرابعة من محادثات الملف النووي الإيراني بين طهران وواشنطن، التي كان من المفترض أن تنعقد الأسبوع الماضي، غير أنها تأجلت لما قيل إنه لأسباب "لوجستية".  

وفي غضون ذلك، أكدت طهران، أن محادثات برنامجها النووي تتقدم، بيد أن هذا التقدم يتطلب المزيد من المشاورات والمراجعات، مشددة في ذات الوقت على أن اللجان التفاوضية تحتاج كذلك إلى مزيد من الوقت لبحث القضايا المطروحة، لكن المهم أننا نسير تدريجيًا نحو الخوض في التفاصيل.

في المقابل، أكدت الولايات المتحدة، أن الجولة الرابعة من المحادثات، إذا لم تكن إيجابية مثل سابقاتها، فلن يستمر هذا التفاوض، وسيكون هناك حل آخر، في إشارة إلى العمل العسكري الذي لوح به الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكثر من مرة.

بدوره، أكد أحد أعضاء الفريق التفاوضي الإيراني، أن مفاوضات الجولة الرابعة بخصوص البرنامج النووي الإيراني بين طهران وواشنطن، ستقتصر على الملف النووي ورفع العقوبات المفروضة على البلاد، وفق ما نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية. 

معضلة تخصيب اليورانيوم

وتنعقد هذه الجولة من المحادثات في ظل نضج الموقف الأمريكي من مسألة تخصيب طهران لليورانيوم، حيث بات من الواضح أن هذا الأمر غير مقبول بالنسبة لها، في حين تؤكد إيران أن هذا حق لها غير قابل للتفاوض.  

وتؤكد الولايات المتحدة، أنها لا تمانع أن تمتلك طهران برنامجًا نوويًا "سلميًا"، لكنها ترفض أن تنفذ هي عملية تخصيب اليورانيوم اللازم لهذا البرنامج على أرضها، حيث يمكن أن تستورده من الخارج، كما تقول.

وتعتبر الولايات المتحدة، أن استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم يفتح لها منفذًا لامتلاك سلاح نووي، وهو أمر مرفوض بالنسبة لها، وذلك على الرغم من أن إيران تؤكد أن برنامجها "سلمي".

وفي هذا الإطار، أكد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ممثل الولايات المتحدة في مفاوضات الملف النووي الإيراني، أن تخصيب اليورانيوم هو "خط أحمر" بالنسبة إلى الولايات المتحدة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

وبالنسبة لموقف طهران منذ هذا المطلب الأمريكي، فإنها أكدت مرارًا وتكرارًا أن حقها في تخصيب اليورانيوم، أمرًا غير قابل للتفاوض، مؤكدة أنها توظفه في الأغراض السلمية، لا العسكرية.

وفي ما اعتبر ردًا على تصريحات المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، قال مسؤول إيراني، إن الولايات المتحدة مصممة على سياسة الضغوط القصوى على بلاده، على الرغم من أنها دخلت المحادثات بحذر مع إظهار حسن النية، حسب ما نقله التلفزيون الإيراني. 

وأكد المسؤول، أن بعض الأطراف في إيران يرون أن عملية المفاوضات برمتها، منذ البداية، مجرد تمثيلية لتبرير زيادة الضغط والعدوان المستقبلي، حسب قوله. 

وتبرز هذه المعضلة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، رغم أن الولايات المتحدة سبق أن أبدت مرونة فيها، قبل أن يتحول موقفها كما ذكر المبعوث الأمريكي، وهو ما يعيد المفاوضات مرة أخرى إلى البداية. 

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أكدت أن مسألة تخصيب اليورانيوم تعتبر "حجر العثرة" الرئيسية في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني.

وعقدت منذ الـ12 من أبريل الماضي ثلاث جولات من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، حفَّتها إيجابية، بيد أنه يبدو أن الأمور عادت مرة أخرى إلى الصفر، في ظل موقف الولايات المتحدة من مسألة استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم.

وبهذا الشكل، أصبحت الجولة الرابعة من المحادثات، المقررة عقدها اليوم، محطة فاصلة في طريق إبرام اتفاق بين البلدين بخصوص البرنامج النووي الإيراني، بمعنى أنه بناءً على نتائجها ستحدد الولايات المتحدة ما إذا كانت ستستكمل هذا المسار الدبلوماسي، أم ستلجأ إلى خياراتها الأخرى.

ولم تستبعد الولايات المتحدة إمكانية تفعيل الخيار العسكري ضد طهران لضرب منشآتها النووية، بل إن هذا الخيار مطروح على الطاولة، ومع ذلك، تؤكد أنها تفضل حل الأمر من خلال العمل الدبلوماسي، المتمثل في المفاوضات.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة