الأربعاء 14 مايو 2025

سيدتي

اليوم العالمي للتمريض.. كيف ساهمت فلورنس نايتنجيل في مجال الرعاية الصحية؟

  • 12-5-2025 | 13:51

فلورنس نايتنجيل

طباعة
  • فاطمة الحسيني

نحتفل في 12 مايو من كل عام، باليوم العالمي للتمريض، لإحياء ذكرى ميلاد إحدى أعظم الشخصيات في تاريخ الرعاية الصحية، وهي فلورنس نايتنجيل، التي كرست حياتها لخدمة المرضى والمصابين، ووضعت أسس علم التمريض الحديث، لتخلد باسم "سيدة المصباح"، وتسطر سطورًا مضيئة في سجلات الإنسانية والرحمة والعطاء، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض أبرز المعلومات عنها:

-ولدت فلورنس نايتنجيل في مدينة فلورنسا الإيطالية عام 1820، وسميت بذلك تيمنًا باسم المدينة التي أبصرت فيها النور، ونشأت في أسرة بريطانية مثقفة وثرية، آمنت بتعليم الإناث، فتلقت تعليمها على يد والدها الذي كان له تأثير بالغ في تشكيل شخصيتها وفكرها.

-رغم الفرص العديدة التي أتيحت لها للزواج، رفضت فلورنس الارتباط، إيمانًا منها بأنه سيقيد حريتها ويمنعها من أداء رسالتها الإنسانية.

-كانت تؤمن بأنها تلقت نداءً إلهيًا لمساعدة الفقراء والمرضى، مما عزز شغفها بمهنة التمريض، رغم رفض والدها لهذه الفكرة في ظل نظرة المجتمع المتدنية لهذه المهنة في ذلك الوقت.

-لم تستسلم فلورنس، والتحقت عام 1851 بمعهد الشماس البروتستانتي في ألمانيا، حيث تعلمت مهارات التمريض الأساسية، وأهمية النظافة والتعقيم في المستشفيات، ما كان له أثر بالغ على رؤيتها المستقبلية للتمريض.

-بدأت حياتها المهنية في إحدى مستشفيات لندن، حيث تولت رعاية المرضى، وشاركت في تنظيم وإدارة المستشفى، وحرصت على وضع قواعد واضحة للتعامل مع المرضى والارتقاء بمستوى التمريض، ما ساعد في ترسيخ أسس المهنة كعلم وممارسة.

-عندما اندلعت حرب القرم في أكتوبر 1853، بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية، وبدعم من بريطانيا وفرنسا، ساءت الأوضاع الصحية بين صفوف الجنود بشكل خطير، ومع تزايد الإصابات ونقص المستلزمات الطبية، ناشدت الصحف البريطانية الحكومة للتدخل العاجل، فاستجابت وزيرة الحرب وراسلت نايتنجيل، تطلب منها قيادة فريق تمريضي لمعالجة الجنود في تركيا.

-ورغم أنها لم تكن قد بلغت الرابعة والثلاثين من عمرها، توجهت فلورنس برفقة فريقها لتقديم الرعاية للجرحى، ونجحت بفضل مهاراتها التنظيمية والإنسانية في خفض معدل الوفيات بشكل كبير، إذ كانت تتفقد الجنود ليلاً وهي تحمل مصباحًا، مما منحها لقب "سيدة المصباح"، وكان الجنود يكنّون لها الاحترام لدرجة أنهم كانوا يُقبّلون ظلها عند مرورها بجانبهم.

- واجهت فلورنس معاملة سيئة من بعض العسكريين، لكنها واصلت عملها بإصرار حتى نهاية الحرب عام 1856، وعند عودتها إلى إنجلترا، كرمتها الملكة فيكتوريا برسالة من القصر الملكي، كما قدم لها الشعب البريطاني هدية مالية استخدمتها في إنشاء "بيت نايتنجيل" لتدريب الممرضات، وهو ما يزال قائماً حتى اليوم.

-في عام 1860، أسست أول مدرسة علمية للتمريض في مستشفى سانت توماس بلندن، لتكون منارة لتعليم الممرضات، وتطوير خدمات التمريض والإدارة الصحية، وأطلقت عليها اسم "معهد السيدات النبيلات للعناية بالمرضى"، حيث بدأت نواته بعدد صغير من السيدات، وتحول لاحقًا إلى مؤسسة ضخمة تستوعب أعدادًا متزايدة من المتدربات.

-خلال زيارتها إلى مصر، أعربت فلورنس عن إعجابها بدور الراهبات في المستشفيات، وكتبت من الإسكندرية رسالة تثني على جهودهن، مؤكدة أن 19 ممرضة كن يقمن بعمل 90، وسط إقبال مئات المرضى، كما انبهرت بالنظام داخل المستشفيات، وأثرت هذه التجربة في رؤيتها لإدارة المؤسسات الصحية.

-تضمن كتابها "رسائل من مصر"، الذي نشرته شقيقتها، شغفها الكبير بتاريخ مصر القديم، لاسيما إعجابها بمعبد "فيلة" في أسوان.

-لم تكن فقط ممرضة، بل كاتبة عظيمة، ألفت العديد من الكتب، وقدمت تقارير مهمة حول قضايا الصحة العامة، وكانت أول من وضع مستويات واضحة للخدمات التمريضية والإدارية، ونصائحها بشأن غسل اليدين لا تزال تطبق حتى يومنا هذا.

-في عام 1910، رحلت "سيدة المصباح" عن عمر ناهز التسعين، تاركة وراءها إرثًا خالدًا من الإنسانية، وشغفًا لا ينضب في خدمة المحتاجين.

- تم اختيار يوم ميلادها، 12 مايو، ليكون "اليوم العالمي للتمريض"، اعترافًا بدورها الرائد ومساهماتها الفارقة في تاريخ الرعاية الصحية.

- شيد لها تمثال في قصر ووترلو بلندن، ليظل شاهدًا على مسيرة امرأة عظيمة، آمنت بدورها، ومضت بثبات رغم التحديات، لتخلد في ذاكرة البشرية كنموذج حي للرحمة والإصرار.

الاكثر قراءة