قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إن الاتفاق المبدئي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بشأن خفض الرسوم الجمركية يمثل خطوة استراتيجية مهمة نحو تهدئة التوترات التجارية التي تصاعدت منذ مطلع أبريل الماضي.
وأشار في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، إلى أن هذا التطور من شأنه إنعاش حركة التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد العالمي، لا سيما في الدول النامية.
وأوضح غراب أن تخفيض الرسوم الجمركية يعيد العلاقات التجارية بين الصين وأمريكا إلى مسارها الطبيعي، وقد ظهرت بالفعل مؤشرات مباشرة لهذا الاتفاق على الأسواق العالمية، حيث ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية بشكل ملحوظ، كما صعدت أسعار النفط بنسبة تجاوزت 2.5%، إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.6%، وخام غرب تكساس بنسبة 2.8%.
وتابع أنه في المقابل، شهد الذهب تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفض سعر الأونصة عالميًا إلى 3223.86 دولار، وهبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 3.4% لتسجل 3277.50 دولار للأونصة.
وأضاف أن هذا الاتفاق يضع ضغوطًا نحو تراجع معدل التضخم في الولايات المتحدة، ما يعزز فرص إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، وهو ما يسهم في تحفيز الاقتصاد الأمريكي الداخلي، بالتوازي مع تنشيط الاقتصاد الصيني ودفع معدلات نموه.
وأكد غراب أن الأثر الإيجابي للاتفاق يمتد إلى استقرار سلاسل التوريد العالمية وانخفاض تكلفة الإنتاج والشحن، وهو ما يؤدي إلى تراجع معدلات التضخم عالميًا، لا سيما في الاقتصادات النامية، ويسهم في استقرار الأسعار وعودة حركة التجارة الدولية إلى مستويات أكثر اتزانًا.
وأكد أن هذه الخطوة تمثل بارقة أمل للاقتصاد العالمي، وتقلل من احتمالات الدخول في موجات ركود تضخمي خلال الفترة المقبلة.