تعاني بيلاروس من نقص حاد في البطاطس، التي تعد رمزا للهوية الوطنية، ما يجعل بيع هذه السلعة الغذائية الأهم داخل البلاد غير مربح.
ويُصدّر المنتجون المحصول بكميات كبيرة إلى روسيا، حيث الأسعار أعلى بكثير وفقًا لصحيفة لوموند في طبعتها الإنجليزية.
وبحسب التقرير، أصبحت البطاطس سلعة نادرة في بيلاروسيا منذ عدة أشهر، حيث يشكو سكان البلاد من نقصها في المتاجر، رغم كونها عنصراً أساسياً في غذائهم اليومي .
وارتفعت أسعارها بنسبة 10% بين يناير ومارس، لتصل إلى 5 روبلات بيلاروسية للكيلوجرام (1.36 يورو)، في حين أن البطاطس القليلة المتبقية رديئة الجودة، صغيرة الحجم، وتالفة .
وتكتسب هذه القضية أهميةً بالغة، إذ تُعدّ البطاطس رمزًا للهوية الوطنية وتُعتبر "خبز العيش الثاني"، وتمثل الاكتفاء الذاتي الريفي.
ففي عام ٢٠١٥، صُوّر الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي يتولى السلطة منذ عام ١٩٩٤، وهو يشارك في حصاد محصول البطاطس.
وأكد مواطنون أنهم يريدون شراء المنتج بأسعار منخفضة، بينما المزارعين على العكس يريدون البيع بأسعار أعلى "لكسب المال".
ويرى المحللون أن السبب الرئيسي للمشكلة هو الأسعار الثابتة للدولة، حيث لا يمكن أن تتجاوز زيادة تكلفة البطاطس 3% سنويًا، لكن هذا لا يتوافق مع الواقع، فكل شيء يزداد تكلفة (البذور والوقود والأسمدة) والأجور في ارتفاع.
ولا يحقق المنتجون أرباحًا من بيع هذه الخضار في السوق المحلية، لذا يركزون على التصدير إلى روسيا، حيث يبلغ سعرها ضعف السعر تقريبًا.
في عام ٢٠٢٤، أصبحت بيلاروسيا أكبر مُصدّر للبطاطس إلى روسيا ووفقًا لمنصة كومتريد التابعة للأمم المتحدة، فقد زاد حجم الشحنات بأكثر من ٦٠٪ ليصل إلى مستوى قياسي بلغ ١٧٠ ألف طن.