ارتفعت الأسعار في الولايات المتحدة بشكل طفيف في شهر أبريل، وفقًا لتقرير وزارة العمل الأمريكية، الذي أظهر أن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ يظهر على الأسعار في الاقتصاد الأمريكي المتباطئ.
ووفقًا لمؤشر أسعار المستهلكين، الذي يقيس أسعار مجموعة واسعة من السلع والخدمات، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.2% خلال الشهر، مما رفع معدل التضخم السنوي إلى 2.3%.
ويتماشى هذا الرقم مع تقديرات مؤشر داو جونز، وهو أقل قليلاً من التوقعات السنوية التي كانت تشير إلى 2.4%، بحسب ما أوردته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
وعندما تم استبعاد أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفع التضخم الأساسي بنسبة 0.2% خلال الشهر، بينما كان التضخم السنوي عند 2.8%، فيما كان التوقع هو زيادة بنسبة 0.3% و2.8% على التوالي.
وسجلت البيانات الشهرية لشهر أبريل ارتفاعًا طفيفًا في الأسعار مقارنة بشهر مارس، على الرغم من أن زيادات الأسعار لا تزال بعيدة عن مستوياتها المرتفعة التي سجلتها قبل ثلاث سنوات، ومع ذلك تظل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب عاملاً مؤثرًا في مشهد التضخم.
وتعد أسعار الإيجار العقاري العامل الرئيسي في دفع مؤشر التضخم للارتفاع مجددًا. حيث سجلت هذه الفئة، التي تشكل حوالي ثلث وزن المؤشر، زيادة بنسبة 0.3% في أبريل، مما ساهم بأكثر من نصف الزيادة العامة في مؤشر الأسعار، حسبما أفادت إدارة العمل الأمريكية.
وبعد تراجع بنسبة 2.4% في مارس، شهدت أسعار الطاقة انتعاشًا طفيفًا بزيادة بنسبة 0.7%، أما أسعار الأغذية، فقد انخفضت بنسبة 0.1%.
شهدت أسعار السيارات المستعملة انخفاضًا ثانيًا على التوالي بنسبة 0.5%، بينما ظلت أسعار السيارات الجديدة ثابتة، كما انخفضت أسعار الملابس بنسبة 0.2%، في حين ارتفعت تكاليف خدمات الرعاية الصحية بنسبة 0.5%.
أما أسعار البيض، فقد شهدت انخفاضًا كبيرًا بنسبة 12.7%، على الرغم من أنها لا تزال مرتفعة بنسبة 49.3% مقارنة بالعام الماضي.
وكانت إدارة ترامب قد أعلنت، أمس الاثنين، عن توصلها إلى اتفاق مع الصين لتخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على وارداتها بنسبة كبيرة لمدة 90 يومًا.
لكن حتى مع أخذ هذا الاتفاق في الاعتبار، لا تزال الرسوم الجمركية على الواردات من الصين عند أعلى مستوياتها في 90 عامًا، ما يهدد بزيادة التضخم في الأشهر المقبلة.
وقالت الحكومة إن الرسوم على الأثاث والسلع الزراعية القادمة من المكسيك، بالإضافة إلى الملابس والأحذية، قد تكون قد أسهمت في زيادة الأسعار الشهر الماضي.
كما قد تكون أسعار السيارات قد ارتفعت نتيجة لزيادة مبيعات السيارات حيث سعى الأمريكيون للاستفادة من الأسعار قبل فرض الرسوم الجمركية على السيارات الجديدة وقطع غيارها، مما قلل الحاجة إلى تقديم التجار لخصومات.
وبالنسبة للتأثير المستقبلي للرسوم، تقول الخبيرة الاقتصادية لورا روزنر-واربرتون: "تشير الشركات إلى أنها غير متأكدة من مدى قدرتها على تمرير زيادة تكلفة الرسوم الجمركية للمستهلكين دون التأثير على الطلب، ونحن نتوقع اختبار الأسواق بشكل تدريجي لرفع الأسعار".
وتوقع الاقتصاديون أن يستغرق الأمر وقتًا أطول حتى يظهر التأثير الكامل للرسوم الجمركية على الأسعار في جميع الأعمال التجارية الأمريكية.
وتجدر الإشارة إلى أن الأسعار في بعض السلع، مثل المواد الغذائية، قد ارتفعت في الشهرين الماضيين، وهو ما يتناقض مع مزاعم ترامب التي تروج لعدم وجود تضخم.