تشارك القوات البلجيكية في مجموعة تكتيكية متعددة الجنسيات تابعة لحلف شمال الأطلنطى الناتو، تحت قيادة فرنسية، إلى جانب وحدات فرنسية ووحدات دول أخرى حليفة؛ حيث ستمثل هذه الكتيبة المتعددة الجنسيات، والمتمركزة بصفة خاصة في قاعدة "سينكو"؛ موقعا استراتيجيا في سياسة الردع والدفاع التي ينتهجها الحلف ضد التهديد الروسي.
وذكر راديو بلجيكا أن مهمة العسكريين البلجيكيين فى رومانيا مزدوجة؛ أولها تعزيز الموقف الدفاعي والرادع للناتو على الحدود الشرقية لأوروبا، وثانيا: إظهار التضامن والقدرة على التدخل السريع للحلفاء في المنطقة المجاورة مباشرة لأوكرانيا فى سياق الحرب وعدم الاستقرار الإقليمي.
وثمة هدف أخر معلن يتمثل فى التحقق مما إذا كانت بلجيكا لا تزال قادرة على نشر قوات عسكرية خارج البلاد إذ أن ضمان حركة وحياة 800 جندي بلجيكي في رومانيا يمثل تحديا لوجستيا حقيقيا للدفاع البلجيكي.
وتتكون الوحدة البلجيكية فى جانب كبير منها من عسكريين شباب ينحدرون من كتيبة الأمير بودوان كارابينييه - رماة القنابل والكتيبة اللوجستية الـ 18، من الدعم اللوجيستي القوي.. ويتلقى الجنود الدعم أيضا من هيكل طبي فرنسي بلجيكي مشترك، تم افتتاحه في سبتمبر 2023، والذي يقدم الرعاية في الخطوط الأمامية وينسق عمليات الإجلاء الطبي إذا لزم الأمر.
وكان العديد من اعضاء لجنة الدفاع فى البرلمان الاتحادى البلجيكى قد زاروا رومانيا مؤخرا لتقييم أهمية تواجد البعثة .. وقد أتاحت هذه الزيارة اكتشاف العادات اليومية للجنود ومشاركة حصصهم القتالية والفهم الجيد لتحديات هذا الانتشار ... وبالنسبة للعديد منهم، كانت هذه أول تجربة لهم في مسرح عمليات خارجي، مما سلط الضوء على حقيقة الالتزام البلجيكي وأهمية دعم الجنود البعيدين عن الوطن.
ومن المقرر أن يستمر انتشار القوات البلجيكية في رومانيا حتى منتصف عام 2025 على الأقل، مع تناوب الموظفين بشكل منتظم كل شهرين إلى أربعة أشهر. ويأتي هذا الوجود في إطار رغبة بلجيكا في البقاء شريكا موثوق به داخل حلف شمال الأطلسي والمساهمة بشكل فعال في الأمن الجماعي في أوروبا.