تضم القاهرة، عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، عددًا كبيرًا من الشوارع والميادين التاريخية التي يعود تاريخها إلى قرون وتعد هذه الأماكن مقصدًا للعديد من السياح، لما تحمله من طابع جمالي وأهمية ثقافية وتاريخية، مما يجعلها من أبرز معالم القاهرة السياحية والتاريخية.
هذه الشوارع التاريخية ليست مجرد معابر، بل تحكي حكايات ملوك ومفكرين وفنانين، ويقصدها الزوار من داخل مصر وخارجها للاستمتاع بجمالها وعبقها التراثي، فهي من أبرز معالم القاهرة، تجمع بين سحر الماضي ونبض الحاضر، وتشكل عنصرًا أساسيًا في خريطة السياحة الثقافية للمدينة، ومنها "الغورية" أبرز الشوارع العريقة.
يعد شارع الغورية الواقع في منطقة الغورية من أهم الشوارع فيها، فهو شارع عريق يقع بمنطقة الجمالية في القاهرة الإسلامية، تعود تسمية الشارع إلى السلطان الأشرف قنصوة الغوري وهو أحد أهم سلاطين المماليك الجراكسة.
أطلق على الشارع قديما اسم حي "الشرابشيين" وكانت به العديد من الحوانيت "محلات" التجارية لصناعة وخياطة الملابس السلطانية.
يحتوي شارع الغورية على عدد كبير من الآثار التاريخية والأثرية الإسلامية من العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي، ففيه باب الفتوح وجامع الأقمر وتكية السلحدار والمدرسة الكاملية، وقد اشتهرت الغورية بنظام الوكالات في البيع والشراء منذ إنشائها.
كما شيد قنصوة الغوري مجموعته المعمارية الهامة في تاريخ العمارة المملوكية، والتي تتكون من وكالة الغوري، مسجد الغوري، قبة وسبيل وكتاب ومدرسة الغوري، وتقع في نهاية شارع الغورية، عند تقاطعه مع شارع الأزهر.