قال خبير سوق المال، سمير رؤوف، إن الرقائق التكنولوجية باتت اليوم تمثل العمود الفقري للصناعات العالمية، مؤكدًا أن جذور هذه الأهمية تعود إلى التصعيد الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين، الذي بدأ مع الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، وارتبط بمحاولات السيطرة على تايوان، بوصفها مركزًا عالميًا لإنتاج الرقائق ذات الكفاءة والتقنية العالية.
وأوضح رؤوف خلال حديثة لبوابة "دار الهلال"، أن "هناك دولًا عديدة تنتج الرقائق، لكن تبقى تايوان هي المتصدرة من حيث الجودة والكفاءة والدقة في التصنيع، ما يمنحها الأفضلية في السوق العالمي، مشيرا إلى أن الصين تسعى اليوم إلى تطوير شرائح قادرة على معالجة كميات ضخمة من البيانات بسرعة فائقة، وهو ما قد يوظف في تطبيقات كبرى مثل الأمن السيبراني أو حتى في العمليات العسكرية.
وأشار إلى أن استخدام الرقائق لم يعد مقتصرًا على الإلكترونيات التقليدية، بل أصبح يشمل صناعات استراتيجية مثل الطيران، تكنولوجيا الصواريخ، وإطلاق الأقمار الصناعية، فضلًا عن دورها المتنامي في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي وبناء مراكز البيانات.
وتابع أن صناعة السيارات الحديثة مثال حيّ على توسع استخدام الرقائق، فقد تحوّلت السيارات إلى وحدات إلكترونية ذكية تعتمد على الحواسيب الدقيقة، وفي السيارات الكهربائية على وجه الخصوص، تحل التكنولوجيا محل المحركات التقليدية، بما في ذلك أنظمة التحكم في السرعة والفرامل والاستجابة الذكية للدواسات، وهي كلها تعتمد على رقائق عالية الكفاءة.
ولفت إلى أن تطور الهواتف الذكية أيضًا يعتمد بشكل أساسي على هذه الرقائق، التي أصبحت أصغر حجمًا وأكثر قوة، رغم التحديات التقنية مثل تسخين الجهاز واستهلاك الطاقة، ما يدفع الشركات إلى تطوير حلول برمجية لتقليل استهلاك البطارية وزيادة كفاءة الأداء.
وأكد أن الرقائق تدخل اليوم في كافة تفاصيل الحياة اليومية، بما في ذلك التحوّل الرقمي في القطاع المالي، حيث أصبح من الممكن إجراء المعاملات البنكية والتحويلات المالية مباشرة من الهاتف، دون الحاجة إلى الذهاب للبنك، بفضل التكامل بين تقنيات المعالجة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.