الخميس 24 يوليو 2025

تحقيقات

بعد زيارة جوزاف عون لمصر.. سياسيون: مصر تحرص دائمًا على دعم أمن واستقرار لبنان

  • 19-5-2025 | 15:04

الرئيس السيسي والرئيس اللبناني

طباعة
  • أماني محمد

في أول زيارة له لمصر منذ توليه مسؤولية الحكم في لبنان، وصل الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى مصر، حيث التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في المجالات الاقتصادية، والبنية التحتية، والطاقة، وجهود إعادة الإعمار، كما تناولت المباحثات آليات دعم استقرار لبنان الشقيق، واستعادة الأمن والسلم الإقليميين في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة.

وأكد سياسيون أن الزيارة تأتي انعكاسا لجهود مصر المستمرة لدعم لبنان، وتعزيز العلاقات المصرية اللبنانية، وكذلك ترسيخ الأمن والاستقرار هناك، موضحين أن مصر حرصت دائمًا على استقرار لبنان على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني.

 

أمن واستقرار لبنان

قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة الرئيس اللبناني، جوزيف عون، إلى مصر تُعد زيارة بالغة الأهمية، وهي الأولى له إلى القاهرة، منذ انتخابه رئيسا في يناير الماضي، موضحًا أنه تأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتؤكد حرص الدبلوماسية المصرية على ترسيخ الأمن والاستقرار في لبنان.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الزيارة تهدف إلى دعم الجهود المبذولة لتسوية الأوضاع السياسية في لبنان، والانتقال به نحو مسار سياسي مستقر ومعتدل، مشيرا إلى أن الزيارة تتناول ضرورة إعادة ترتيب الوضع الاقتصادي اللبناني، الذي تأثر بشكل كبير بعد انفجار مرفأ بيروت، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية الراهنة.

وأكد إسماعيل أن الفترة الماضية شهدت أوضاعًا أمنية غير مستقرة في لبنان، خاصة بعد استهداف إسرائيل لبعض القرى والبلدات في الجنوب اللبناني، مضيفا أن مصر حرصت دائمًا على استقرار لبنان على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني.

وشدد على أن هذه الزيارة رسالة واضحة حول الدعم المصري المستمر لاستقرار لبنان، ومنع تجدد الاشتباكات مع الجانب الإسرائيلي، كما تؤكد الزيارة حرص البلدين على استقرار المنطقة بأسرها، بما في ذلك استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، لما له من تأثير مباشر على لبنان وأهمية استقرار جميع دول الأمة العربية، ومن بينها لبنان الشقيق.

ولفت إلى أن الزيارة من المتوقع أن تُعقب عدة زيارات لوفود متبادلة بين مصر ولبنان، بهدف تنمية التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين الجانبين.

دبلوماسية القمة

قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الرئيس اللبناني إلى مصر زيارة مهمة في إطار دبلوماسية القمة أو الدبلوماسية الرئاسية وفي إطار العلاقات القوية والوثيقة التي تجمع البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، موضحًا أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة ولبنان على وجه التحديد.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه على الرغم من أن زيارات في دبلوماسية القمة قد تكون قصيرة زمنيًا (يوم واحد في هذه الحالة)، إلا أن لها آثارًا بالغة الأهمية وتُسفر عن العديد من التفاهمات والتوافقات موضحا أن القضايا التي تناولها اللقاء متعددة، حيث تناولت المباحثات بين الرئيسين قضايا متعددة، منها التطورات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وهي المستجدات في المنطقة والقضايا التي تهم البلدين.

وأضاف أن المباحثات شملت أيضا التداعيات اللبنانية للأحداث الأخيرة، يشمل ذلك الاعتداءات الإسرائيلية التي أدت إلى تدمير البنية التحتية اللبنانية، مضيفًا أن الزيارة تؤكد الموقف المصري الثابت بشأن دعم لبنان في إعادة الإعمار والبناء، والحفاظ على أمنه واستقراره، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي يحافظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه، كذلك دعوة مصر إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها في لبنان.

وشدد على أن الزيارة تبحث أيضا التعاون الثنائي، وبحث سبل التعاون بين البلدين، واستفادة لبنان من الخبرات المصرية، خاصة في مجال إعادة الإعمار وتقوية مؤسسات الدولة اللبنانية لتتمكن من أداء دورها، مضيًفا أن الزيارة تدعم العلاقات الثنائية لتعزيز وتقوية أوجه التعاون بين البلدين في مختلف الجوانب السياسية، الاقتصادية، التنموية، والأمنية.

ولفت إلى أن الزيارة تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث عبرت عن الموقف المصري الراسخ والأصيل في سياستها الخارجية تجاه المنطقة العربية، وهو العمل على إيجاد حلول سلمية للأزمات، والحفاظ على وحدة الدول، والأمن القومي العربي، موضحا أنه من أبرز هذه القضايا  القضية الفلسطينية بما في ذلك التطورات في غزة في ظل الهجمة الإسرائيلية المستمرة على الأشقاء الفلسطينيين.

وأشار إلى أن القيادة المصرية أكدت ضرورة وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى الرؤية المصرية لإعادة إعمار غزة بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية، وهو مقترح مصري حظي بموافقة الدول العربية والإسلامية، موضحًا أن الأزمات الإقليمية الأخرى تشمل الملفات الساخنة في المنطقة مثل سوريا، اليمن، ليبيا، السودان، والصومال، ومنطقة القرن الإفريقي.

وأكد بدر الدين أن الموقف المصري ثابت وراسخ في هذه القضايا، ويركز على الحفاظ على وحدة الدولة القومية، ووحدة الجيوش الوطنية، وضمان عدم وجود قوات خارج المؤسسات الرسمية تنازع سلطة الدولة، والحفاظ على سيادتها، كما تؤيد مصر إيجاد حلول سياسية لهذه المشكلات، لأنها تؤثر سلبًا على الدول نفسها وتهدد وحدتها وتؤثر على الأمن القومي العربي، مشددًا على أن الموقف المصري يظل ثابتًا وواضحًا وحريصًا على استقرار المنطقة ووحدة دولها، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو غيرها من القضايا المتعددة في المنطقة العربية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة