الثلاثاء 29 يوليو 2025

تحقيقات

تطورات العدوان على غزة.. دعوات دولية عاجلة لاستئناف إدخال المساعدات واستمرار الغارات على أنحاء القطاع

  • 19-5-2025 | 23:37

العدوان على غزة

طباعة
  • أماني محمد

في ظل وضع إنساني كارثي، واستمرار الحصار على قطاع غزة الذي عاني من ويلات الجوع والحرب على مدا أكثر من عام ونصف، جاءت موافقة الاحتلال الإسرائيلي على بدء دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وسط تأكيدات بأن القطاع يتطلب إدخال نحو 500 شاحنة يوميًا من المساعدات للتدخل لوقف الانهيار المتسارع في القطاع.

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي أمس، عن موافقته على إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، قائلا إن ذلكك "نتيجة ضغوط مباشرة من الحلفاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي كثفت اتصالاتها مؤخرًا للمطالبة بتخفيف الحصار المستمر منذ أكثر من شهرين ونصف على القطاع"، وفقا لما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

دعت العديد من دول المجتمع الدولي اليوم الإثنين إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة بشكل فوري، وذلك في أعقاب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رفع الحظر الكامل المفروض على دخول السلع إلى القطاع منذ شهر مارس الماضي، وسط تحذيرات من وقوع مجاعة.

 

 

احتياجات قطاع غزة من المساعدات

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن مؤشرات المجاعة والانهيار الإنساني تتفاقم بوتيرة عالية، في ظل استمرار الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي الخانق، ما تهدد حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان مدني في القطاع المنكوب.

وأضاف المكتب أن الوقائع الميدانية والانهيار المتسارع في مختلف القطاعات تُظهر أن الحد الأدنى المطلوب يوميًا لوقف هذا الانهيار يتمثل في إدخال 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة، إلى جانب 50 شاحنة وقود لتشغيل المخابز والمستشفيات ومحطات ضخ المياه والصرف الصحي.

ويعاني قطاع غزة من وضع إنساني كارثي، في ظل توقف دخول المساعدات منذ مارس الماضي، بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي غلق معابر القطاع من الجانب الفلسطيني، قبل أيام من قراره باستئناف العدوان على غزة، عقب هدنة استمرت لما يقرب من شهرين، في القطاع المدمر، وأسفر ذلك عن توقف عشرات المخابز عن العمل، وخرجت المستشفيات عن الخدمة تباعًا، فيما ُحرم السكان من أبسط مقومات الحياة، من غذاء وماء وكهرباء ودواء.

وأوضح أن هذا الخنق المتعمد يتسبب في تفشي الجوع وسوء التغذية، خاصة في أوساط الأطفال والمرضى وكبار السن، في مشهد يعيد إلى الأذهان أقسى فصول الحصار والإبادة الجماعية في التاريخ الحديث. وبين أن هذا الوضع الكارثي ليس نتيجة كوارث طبيعية، بل هو نتيجة مباشرة لسياسات ممنهجة يتبعها الاحتلال، تستهدف المدنيين في معيشتهم وأجسادهم، في انتهاك فاضح لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف التي تجرّم استخدام الغذاء والدواء كأدوات حرب.

وطالب مكتب الإعلام الحكومي الفلسطيني المجتمع الدولي وكل دول العالم بالضغط على الاحتلال المجرم لفتح كامل وفوري للمعابر وإدخال ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميًا دون إبطاء أو شروط، داعيًا إلى تمكين المنظمات الأممية والدولية الإغاثية من العمل بحرية وأمان داخل قطاع غزة، بدون انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وبدون تجاوز للمعايير الإنسانية العالمية.

فيما أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن المنظمة مستعدة للتحرك فورًا لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، في حال تم السماح بذلك، مطالبًا الاحتلال بالسماح بإجلاء المرضى من غزة وإدخال مساعدات طبية وغذائية.

وقرر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، أمس، استئناف نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر القنوات القائمة فورًا ريثما تبدأ آلية جديدة للمساعدات الإنسانية العمل.

جاء ذلك بعد حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترامب، خلال الأسبوع الماضي بأن المدنيين الفلسطينيين في غزة يتضورون جوعًا.

وأنشأت في غزة ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي المؤسسة التي وضعت آلية المساعدات الجديدة، التي أعلن الاحتلال الإسرائيلي موافقته على استئناف نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة باستخدام الآليات القائمة ريثما يتم وضع الترتيبات الجديدة.

وصرح مسؤول إسرائيلي كبير، وفقا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، بأن وزراء مجلس وزراء الاحتلال أُبلغوا بأن آلية المساعدات الجديدة لغزة التي تُدار من خلال صندوق الإغاثة العالمي ومتعاقدين أمريكيين من القطاع الخاص، ستبدأ العمل في 24 مايو على أقرب تقدير، مضيفًا أن قرار حكومة الاحتلال يتضمن أن المساعدات التي سيتم نقلها ستشمل الغذاء، مثل الدقيق للمخابز التي تديرها المنظمات الدولية أو الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الأدوية للمستشفيات في القطاع.

وسيتم تسليم المساعدات عبر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومطبخ العالم المركزي، ومنظمات إغاثة أخرى.

وأعرب الوزيران اليمينيان الإسرائيليان المتطرفان، إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، عن معارضتهما لتجديد المساعدات الإنسانية خلال الاجتماع.

فيما قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن "إسرائيل ستعمل على حرمان حماس من القدرة على السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية، وذلك لضمان عدم وصول المساعدات إلى حماس"، على حد قوله.

وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أنها ستسمح بدخول شاحنات محملة بطعام الأطفال إلى قطاع غزة، حيث قال المدير العام للخارجية الإسرائيلية، عيدان بار تال، "اليوم، تسهل إسرائيل دخول شاحنات محملة بطعام الأطفال إلى غزة. وفي الأيام المقبلة ستسهل دخول عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات".

 

العدوان على غزة

وأعلن الجيش الإسرائيلي، عن بدء عملية جديدة، في قطاع غزة باسم "عربات جدعون"، يوم الجمعة، فيما طالب سكان مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، اليوم، بالإخلاء إلى الساحل فورًا، تمهيدًا "لهجوم غير مسبوق"، على حد قوله.

وأعلن جيش الاحتلال أنه استهدف 160 هدفًا في أنحاء غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، بما في ذلك مواقع مضادة للدبابات وبنية تحتية تحت الأرض ونقطة تخزين أسلحة، حسب زعمه، موضحا أن قواته تنشط في أنحاء غزة، بهدف القضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية، واستعادة الأسرى المتبقين الذين أُسروا في أكتوبر 2023.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 53,486 شهيدا، و121,398 مصابا، منذ 7 أكتوبر 2023، ومن بين الحصيلة 3,340 شهيدا، و9,357 مصابا، منذ 18 مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.

ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 136 شهيدا، منهم 11 شهيدا جرى انتشالهم، و364 مصابا، نتيجة المجازر والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية.

واستهدف طيران الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في النصيرات وسط قطاع غزة، ما أسفر عن باستشهاد 5 فلسطينيين على الأقل معظمهم أطفال.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بأن 46 مواطنا استُشهدوا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم الاثنين، بينهم 16 من خان يونس.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة