عاد إلى الأذهان مرة أخرى الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، والذي تصدر تريند محرك البحث جوجل في الفترة القصيرة الماضية، إثر تسليم سوريا الأحد الماضي، مقتنياته الشخصية، مع بعض الدفاتر والأرشيفات الخاصة به بعد أكثر من 60 عاما بذلت فيها إسرائيل جهودا لاستعادة متعلقاته ورفاته في خطوة تعبر عن بداية جديدة للعلاقات السورية الأمريكية بعد مقابلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع، فيما أعلن بنيامين نتياهو أن استعادة المقتنيات يعد إنجازا عظيما لإسرائيل.
سوريا تسلم كافة متعلقات إيدي كوهين
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل استطاعت استعادة أرشيف الجاسوس الإسرائيلي "إيلي كوهين" وذلك عقب موافقة صريحة من أحمد الشرع، الرئيس السوري الحالي، وصرح مستشار الشرع، لرويترز بأن سوريا هي من عرضت المواد الأرشيفية لكوهين بهدف بناء الثقة الكاملة مع الإسرائيليين، فضلا عن طمأنة الدولة العبرية على خلفية الحاكم السوري الجديد.
وفي الأونة الأخيرة، نجحت إسرائيل، في عملية استخباراتية جديدة نفذها جهاز الموساد بالتعاون مع جهاز أمني حليف لها، تمكنت من استعادة ما يقرب من 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات للجاسوس كوهين، كانت محفوظة لعقود.
وأشار أحد مصادر لـ "رويترز"، إلى أن دمشق وافقت على إعادة رفات كوهين، ورفات ثلاثة جنود إسرائيليين قتلوا على يد القوات السورية خلال اجتياج إسرائيلي في ثمنيانات القرن الماضي، وحتى الآن استعادت دمشق رفات أحد الجنود، ويدعى تسفي فيلدمان.
إسرائيل تسعى إلى استعادة رفات إيلي كوهين
وكان من ضمن المواد التي تم استرجعها من إيلي كوهين، هي وصيته بخط يده قبل إعدامه بساعات قليلة، مع عدة تسجيلات صوتية، وملفات استجواب، مع بعض الرسائل الموجهة لعائلته في إسرائيل، وحوازات سفر مزيفة، بالإضافة إلى عدة دفاتر ملاحظات ويوميات تكشف تفاصيل مهامه التجسسية.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، كتب كوهين في رسالته إلى زوجته نادية وعائلته التالي: "أكتب إليكم كلماتي الأخيرة، وأطلب منكم الحفاظ منكم على اتصال دائم فيما بينكم" وطلب أيضا من زوجته، الحفاظ على أولاده الثلاثة، مع الحرص على تعليمهم، وكتب لها أنها تمتلك مطلق الحرية في الزواج من رجل أخر بعد اعدامه، فهو لا يحب أن يكبر أبناءه بلا أب.
وبحسب فرنس 24، لم توضح إسرائيل كيفية حصولها على الوثائق والمقتنيات، واكتفت بالقول إن ذلك نتيجة عملية سرية ومعقدة قام بها جهاز الموساد، بالتعاون مع جهاز مخابرات أجنبي حليف، وأشاد الموساد باستلام متعلقات كوهين التي
احتفظت بها المخابرات السورية لمدة 60 عاما، وصف ذلك بأنه إنجاز رفيع، وذلك أثر سعى إسرائيل استعادة رفاته ودفنه في إسرائيل منذ زمن طويل.
موقع جثمان إيلي كوهين مايزال مجهولا
ومنذ إغلاق ملف إيلي كوهين، واعدامه في سوريا، لم يعلن أبدا بشكل رسمي عن مكان دفن جثته، وتقول إحدى المصادر أن السلطات السورية دفنته في مكان سري، خشية قيام إسرائيل بمحاولة لاستخراج رفاته، وعلى مدار أكثر من 60 عاما، ما يزال موقع الجثمان مجهولا في ظل غياب أي تأكيد رسمي من الحكومة السورية على مدار العقود السابقة.
ويعد إيلي كوهين، أسطورة الموساد حيث يعد أشهر جاسوس للموساد لكشفه أسرارا عسكرية ساهمت في تحقيق النصر في حرب 1967، وأعدم شنقا في عام 1965 في ساحة بوسط دمشق، وذلك بعد نقله لأسرار السياسيين السوريين وقتها، فيما وصفه بينيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأنه أعظم عميل استخباراتي في تاريخ إسرائيل.