نشرت الديلي ميل البريطانية، تقريرا، مفاده أن هناك عاصفة شمسية ضخمة في طريقها إلى الأرض، وقد تؤثر على الاتصالات وأنظمة الملاحة وشبكات الكهرباء حول العالم، حيث أصدرت وكالة ناسا تحذيرا بعد انبعاث قوي للطاقة من الشمس الأسبوع الماضي، تم تصنيفه على أنه توهج شمسي من الفئة X2.7، وهي أعلى فئة في تصنيف التوهجات الشمسية.
ما هي التوهجات الشمسية
وتعد التوهجات الشمسية، انفجارات عنيفة من الإشعاع تنبعث من البقع الشمسية، وهي مناطق داكنة وباردة نسبيًا على سطح الشمس، وتعد من أقوى الانفجارات في النظام الشمسي، هذا التوهج بالتحديد، الذي حدث في 14 مايو، جاء من أكثر مناطق الشمس نشاطا، والتي تدور الآن لتواجه الأرض مباشرة.
وقد تسبب التوهج بالفعل في انقطاع موجات الراديو في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، إلى جانب ضعف في الطاقة ببعض مناطق الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
كتب خبير الفضاء "فينسنت لدفينا" على منصة X: "الأمر يزداد حدة، خصوصا مع اقتراب هذه المنطقة النشطة من مجال الرؤية المباشر للأرض".
وبينما توقعت ناسا المزيد من الانقطاعات في الاتصالات خلال الأيام القليلة المقبلة، أشارت إلى أن بعض الولايات الأمريكية ستشهد عروضا مذهلة من الشفق القطبي الشمالي، منها: ألاسكا، واشنطن، أيداهو، مونتانا، داكوتا الشمالية، داكوتا الجنوبية، مينيسوتا، ميشيغان، ويسكونسن، وماين، بالإضافة إلى أجزاء من ولايات مجاورة مثل نيويورك.
وقد ظهر هذا التوهج الشمسي على هيئة وميض ساطع في ضوء فوق بنفسجي شديد، تم تلوينه باللون الأحمر لإبراز درجة الحرارة العالية للغاية.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، قد أشار إلى أن ما يصل إلى خمس مناطق بقع شمسية مرئية حاليًا على الجانب المواجه للأرض من الشمس، مع دخول منطقة نشطة مغناطيسيًا جديدة إلى مجال الرؤية من الأفق الجنوبي الشرقي الشمسي.
وأضاف المكتب أن هناك احتمالًا بأن تكون منطقة بالقرب من الحافة الشمالية الغربية للشمس قد أطلقت توهجًا متوسط الشدة في وقت مبكر من يوم 19 مايو.
كما أشار المكتب إلى أن "النشاط الشمسي من المتوقع أن يظل منخفضا في الغالب، مع وجود احتمال مستمر لحدوث توهجات منفردة من الفئة المتوسطة"، تبرز هذه الزيادة في النشاط الشمسي أهمية مراقبة "طقس الفضاء"، خصوصًا في ظل اعتماد مجتمعاتنا المتزايد على التكنولوجيا.
ومع استمرار الشمس في مرحلتها النشطة، قد تحدث توهجات شمسية أخرى وعواصف مغناطيسية أرضية خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
العاصفة الجيومغناطيسية
وتعتبر العاصفة الجيومغناطيسية اضطراب مؤقت في المجال المغناطيسي للأرض ناتج عن انبعاث هائل من البلازما المشحونة من الطبقة الخارجية للشمس، وأحد الأمثلة المعروفة على ذلك وقع عام 1989، عندما تسببت عاصفة مغناطيسية قوية في انقطاع الكهرباء لمدة تسع ساعات في إقليم كيبيك الكندي.
تُعد الاتصالات اللاسلكية ذات التردد العالي – والتي تُعد حيوية للملاحة الجوية والبحرية – من أكثر المجالات تضررا من مثل هذه الظواهر، ورغم عدم تأكيد الأمر بعد، إلا أن هناك احتمالًا بحدوث "قذف كتلي إكليلي" (CME) مصاحب لتوهج 14 مايو من الفئة X
والـ CME هو انبعاث هائل من بلازما الشمس والمجالات المغناطيسية، وإذا كان موجهاً نحو الأرض، فقد يسبب عواصف مغناطيسية وأضواء شفق قطبي رائعة.
تاريخ العواصف الشمسية
نشر موقع space x ، تقريرا، عن تاريخ العواصف الشمسية ومنها ما وقع في عام 12,350 قبل الميلاد، والتي قد تحدث فوضى كاملة إذا ضربت الأرض والفضاء المحيط بها اليوم.
أظهرت تحليلات جديدة لبيانات الكربون المشع أن عاصفة شمسية شديدة التطرف ضربت الأرض قبل حوالي 14,300 سنة، وكانت أقوى من أي حدث مماثل معروف في تاريخ البشرية.
وكشفت دراسة جديدة من جامعة أولو الفنلندية عن حدوث عاصفة شمسية هائلة خلال العصر الجليدي الأخير عام 12,350 قبل الميلاد، تعد الأقوى التي تم رصدها على الإطلاق، حيث فاقت قوة عاصفة الهالوين 2003 بـ 500 مرة، وتوصل العلماء إلى ذلك من خلال تحليل نظير الكربون-14 الموجود في حلقات الأشجار المتحجرة باستخدام نموذج كيميائي-مناخي متطور.
تعد هذه العاصفة الوحيدة المعروفة خارج عصر الهولوسين، وقد تسببت في زيادة كبيرة بالكربون المشع نتيجة تدفق جسيمات شمسية عالية الطاقة إلى الغلاف الجوي، ما ساعد الباحثين على تحديد توقيتها وتأثيرها.
أهمية الاكتشاف
ويساعد الاكتشاف في توسيع فهم العلماء للعواصف الشمسية في العصور القديمة، يبرز خطورة حدوث عواصف مماثلة في عصرنا الرقمي الحديث، فضلا عن أنه يضع سيناريو أسوأ محتمل للبنية التحتية الحالية، مثل الأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء.