الإثنين 26 مايو 2025

تحقيقات

"صدق الله فصدقه".. عامر المهدي حاج ليبي صاحبته الأقدار إلى بيت الله الحرام

  • 25-5-2025 | 13:35

عامر المهدي

طباعة
  • محمود غانم

كحال ملايين المسلمين، الذين يتوجهون في هذه الأيام من كل عام لأداء مناسك الحج في مكة المكرمة، خرج المواطن الليبي عامر المهدي المنصور متجهًا إلى المطار بنية أداء هذه الفريضة. 

وصل المهدي إلى المطار مع وفود الحجاج، وانتظر موعد إقلاع الطائرة، غير أن الأقدار لم تمض كما أراد المهدي، حيث اعترضه رجال الأمن بسبب مشكلة أمنية. 

وقف المهدي في تلك اللحظة خائفًا من أن تفوته رحلة الحج التي يتشوق إليها قلبه، كحال كل مسلم، غير أن الأمن طمأنه بأن مشكلته "بسيطة" وستحل قبل موعد الرحلة.

وبينما كانت وفود الحجاج تتوافد على الطائرة المتوجهة إلى بيت الله الحرام، كان عامر المهدي يقف مترقبًا حل مشكلته، يتقطع قلبه حسرةً من أن تفوته هذه الرحلة.  

في هذه اللحظة، طمأنه مدير أمن المطار عبر القول: "إن شاء الله، الرحلة لن تفوتك"، ليرد عليه عامر بكل تلقائية: "إن شاء الله، الطيارة ما تطيرش".  

وكأن كلماته صادفت ساعةً فتحت بها أبواب السماء، حيث تحقق ما قاله عامر، إذ لم تقلع الطائرة إلا به.  

حيث تعطلت الطائرة، وفي هذا الوقت حُلت مشكلة عامر الأمنية، حيث طلبت الجهات المختصة في المطار من كابتن رحلة الحج أن يفتح أبواب الطائرة حتى يستقبل عامر، غير أنه أبى.

رفض الكابتن فتح أبواب الطائرة ليستقبل عامر، الذي يتلهف قلبه شوقًا لبيت الله الحرام، مريدًا الوقوف على عرفات ورمي الجمار. 

ورفض عامر المهدي مغادرة المطار، رغم أن الكابتن لم يوافق على فتح باب الطائرة له، متيقنًا أن رحلة الحج لن تقلع بدونه.

أقلعت الطائرة دون عامر، لكنها اضطرت للعودة مرة أخرى، ثم أقلعت مرة أخرى وعادت، حتى أقسم كابتن الطائرة أن الرحلة لن تقلع في المرة الثالثة دون عامر. 

وبالفعل، أقلعت الطائرة به تجاه بيت الله الحرام، لأداء مناسك الحج، ابتداءً من الإحرام حتى طواف الوداع. 

قصة عامر هذه تجسيدٌ لرجل لبّى نداء الله، فلبّى الله ندائه. 

الاكثر قراءة