في اليوم الـ69 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وصل إلى المستشفيات جراء الهجمات الإسرائيلية 38 شهيدًا، فضلًا عن 204 مصابين، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في حصيلتها اليومية، التي تصدر عن كل 24 ساعة.
وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 53.939 شهيدًا 122.797 مصابًا، حسب وزارة الصحة.
الأزمة الإنسانية
إنسانيًا، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن فلسطينيي غزة لم يعودوا يستطيعون انتظار دخول المساعدات، موضحة أن القطاع يحتاج على أقل تقدير ما بين 500 و600 شاحنة مساعدات يوميًا، تديرها الأمم المتحدة.
وأكدت الوكالة الفلسطينية، أن "السبيل الوحيد" لمنع تفاقم الكارثة الحالية في القطاع هو تدفق المساعدات بشكل "فعال ومتواصل".
يأتي ذلك بينما لا تزال إسرائيل تمنع دخول المساعدات إلى غزة، منذ قرابة 85 يومًا، ما أدخل القطاع في مجاعة سجلت على إثرها عشرات الوفيات، بينما شدد برنامج الأغذية العالمي، اليوم، على أن العائلات الفلسطينية بقطاع غزة لا تزال على شفا المجاعة، وثمة حاجة إلى تدفق يومي ومستمر لشاحنات المساعدات.
ومن جانبه، أكد المفوض العام لـ"الأونروا"، فيليب لازاريني، أن المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتوزيع المساعدات بقطاع غزة قد يشكل مقدمة لـ"نكبة فلسطينية ثانية"، واصفًا إياه بأنه يمثل "أداة للتهجير القسري".
وهذا المخطط من المرتقب أن يبدأ تنفيذه اعتبارًا من اليوم الاثنين، حسبما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، التي أكدت أن هذه الآلية لن تكون قادرة على تلبية احتياجات جميع سكان القطاع، ما يجعلها تعاني من ثغرة كبيرة.
وبدورها، أكدت حركة حماس، أن الاحتلال يحاول إدارة جريمة التجويع في غزة، واستخدامها كأداة لتثبيت واقع سياسي وميداني، تحت غطاء مشاريع إغاثية مضللة، رفضتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وأكدت افتقارها للشفافية ولأدنى المعايير الإنسانية، مشددة على تمسكها بدور الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية في توزيع المساعدات والإشراف عليها.
وشددت حماس على أن أي محاولة لتجاوز هذا الدور أو تهميشه يعد سلوكًا خطيرًا يضع علامات استفهام على الآليات التي يحاول الاحتلال فرضها، ويمهّد لإدارة مشبوهة للعمل الإنساني تتعارض مع القانون الدولي، مؤكدة في ذات السياق على أن إغاثة الشعب الفلسطيني حق إنساني غير قابل للمساومة.
وحسب تصريحات برنامج الأغذية العالمي، فإن هناك حاليًا 500 ألف فلسطيني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، غزة، وإنهم على شفا مجاعة، حال أن لم تتم مساعدتهم.
وتغلق إسرائيل المعابر على قطاع غزة، منذ تاريخ الثاني من مارس الماضي، ما أدى إلى وفاة 58 شخصًا بسبب سوء التغذية، و242 آخرين بسبب نقص الغذاء والدواء، معظمهم من كبار السن، إضافة إلى وفاة 26 مريضًا بالكلى نتيجة عدم توفر التغذية والرعاية الصحية اللازمة، حسب ما أورده مكتب الإعلام الحكومي بغزة، السبت.
وإضافة إلى ذلك، سجل أكثر من 300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل بسبب نقص العناصر الغذائية الضرورية لاستمرار الحمل، طبقًا للمصدر ذاته.
وفي الأيام الماضية روج الاحتلال إلى أنه سمح بإدخال "مساعدات" إلى غزة، بينما الواقع يُظهر أن ما دخل فعليًا نحو 100 شاحنة، أي أقل من واحد بالمائة من الاحتياجات الأساسية للسكان، وفقًا لمكتب الإعلام.