السبت 21 يونيو 2025

تحقيقات

تخصيب اليورانيوم.. عقدة المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران

  • 30-5-2025 | 20:07

المفاوضات النووية

طباعة
  • محمود غانم

طوال الجولتين الأخيرتين من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، ظلت مسألة تخصيب اليورانيوم، هي "الحجر العثرة" الذي يعيق الجانبين في المضي قدمًا نحو طريق صياغة اتفاق يطمئن واشنطن من ناحية عدم قدرة طهران على امتلاك سلاح نووي، وفي ذات الوقت يحفظ المصالح الإيرانية على النحو المرجو.

تضارب في الروايات

ولا تزال مسألة تخصيب اليورانيوم إلى الآن عصية على الحل في إطار المفاوضات النووية بين البلدين، خاصة بعد أن نفت طهران صحة تقديرات إعلامية أشارت إلى أنها قد تتجه إلى عرض تعليق التخصيب، مقابل أن تعترف الولايات المتحدة بحقها في تخصيبه للأغراض السلمية.

وزعمت هذه التقارير -نقلًا عن مصدرين إيرانيين- أن طهران قد تعلق تخصيب اليورانيوم، ولكن بشرط إفراج الولايات المتحدة عن أموال إيرانية مجمدة، إلى جانب الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم للاستخدام المدني، وذلك وفقًا لاتفاق سياسي قد يؤدي إلى اتفاق نووي أوسع نطاقًا.

وكشفت التقارير أن هذا الأمر لم يُناقش بعد في المفاوضات مع الولايات المتحدة -كما نقلت عن المصدرين- اللذين أوضحا أن بلادهما ستوقف تخصيب اليورانيوم لمدة عام، بينما سترسل جزءًا من مخزونها عالي التخصيب إلى الخارج، أو تحوله إلى صفائح وقود نووي لأغراض نووية مدنية، بموجب الاتفاق.

وعلى الصعيد الرسمي، نفت طهران جملة وتفصيلًا جميع ما يتعلق بهذه التقارير، مؤكدة أن استمرارها في تخصيب اليورانيوم مبدأ لا جدال فيه، وهذا لا يعني بالضرورة عدم صحة ما أوردته التقارير، لا سيما أن إيران اعتادت التكتم على مثل هذه الأمور، حتى تتم، بعد موافقة الجانب الأمريكي.

في المقابل، تتمسك الولايات المتحدة، بموقفها الرافض، بالسماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، ضمن أي اتفاق محتمل.

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أمريكي، إن بلاده تجهز لتقديم ورقة شروط لإيران تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم، ولن يكون يومًا جيدًا بالنسبة لها، إذا لم تقبل بها.

ويأتي هذا من منطلق تأكيد الولايات المتحدة ممثلة في مبعوثها إلى الشرق الأوسط، سيتف ويتكوف، والذي يخوض المحادثات النووية مع طهران، بأن بلاده لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم، حتى ولو بنسبة واحد بالمئة.

خلاف محتدم

اتصالًا بذلك، كرر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أمس الخميس، تأكيده على أن بلاده لن تتخلى عن حق تخصيب اليورانيوم، للأغراض السلمية، وذلك من منطلق أن ذلك حق يكفله القانون الدولي.

وشدد الرئيس الإيراني على أن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، كما أنها لم تسعَ في السابق، وذلك من منطلق عقائدي.

وأضاف مؤكدًا أنه لا يمكن لأي دولة أن تنتزع حق تخصيب اليورانيوم من دولة أخرى، مشددًا على أن بلاده لن تستسلم للضغوط المطالبة بوقف التخصيب بأي شكل من الأشكال، حيث ستواصل مقاومتها.

وما بين الحين والآخر، تؤكد طهران، جديتها في رغبة التوصل إلى حل دبلوماسي لموضوع البرنامج النووي يخدم مصالح جميع الأطراف، لكن الوصول إلى هذا الهدف -وفقًا لها- يتطلب اتفاقًا يُنهي جميع العقوبات بشكل كامل ويدعم حقوق إيران النووية، بما في ذلك التخصيب.

ورغم حدة هذا التباين بين الجانبين، أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، أن المحادثات النووية مع إيران تسير بشكل جيد، وأن إدارته تأمل التوصل إلى نتيجة إيجابية، معربًا عن اعتقاده في إمكانية التوصل إلى اتفاق معها، خلال الأسابيع المقبلة.

وفي محاولة لطمأنة الولايات المتحدة فيما يتعلق بمخاوفها من استمرار طهران بتخصيب اليورانيوم، عرضت الأخيرة، إمكانية السماح لمفتشين أمريكيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة منشآتها حال التوصل إلى اتفاق.

الجولة السادسة

ويُنتظر أن تعلن سلطنة عمان، بدورها الوسيط، خلال الأيام المقبلة موعد ومكان الجولة السادسة من المحادثات النووية، حيث من المتوقع أن تكون نتائجها أكثر وضوحًا، سواء كانت سلبية على المفاوضات أو إيجابية.

وعُقدت الجولة الخامسة من المحادثات، والأخيرة إلى الآن، يوم الجمعة الماضي، في العاصمة الإيطالية، روما، وسط حديث عن إحراز بعض التقدم.

وللمفارقة، فإن طهران كان يجمعها بالفعل اتفاق نووي مع واشنطن، إلا أن الرئيس دونالد ترامب انسحب منه في فترة ولايته الأولى، وأعاد في ذات الوقت العمل بالعقوبات المفروضة عليها.

وعلى أثر ذلك، أوقفت طهران تدريجيًا التزاماتها في الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات، بما فيها تخصيب اليورانيوم عالي المستوى مرة أخرى بنسب مختلفة تصل إلى 60 بالمئة، مقتربة من نسبة 90 بالمئة المطلوبة للأسلحة النووية.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة