الإثنين 2 يونيو 2025

عرب وعالم

النفط ينهي شهر مايو على مكاسب .. والأسواق تترقب قرارات "أوبك+"

  • 31-5-2025 | 12:12

النفط

طباعة
  • دار الهلال

حققت أسعار النفط مكاسب شهرية ملحوظة خلال مايو الجاري، على الرغم من تسجيلها تراجعا للأسبوع الثاني على التوالي في ختام جلسة أمس الجمعة، وسط حالة من الضبابية في الأسواق مع ترقب المستثمرين لنتائج اجتماع تحالف "أوبك+" المقرر عقده اليوم السبت.

وأنهى خام "برنت" تداولات الأسبوع المنقضي على انخفاض بنسبة 0.27%، ليغلق عند 62.61 دولار للبرميل، مما يعكس استمرار الضغط البيعي مع اقتراب نهاية الشهر، وفقا لبيانات منصة "ماركت ووتش" العالمية.

أما خام غرب تكساس الوسيط (WTI) فقد أنهى تداولاته الأسبوعية على تراجع بنسبة 0.25%، ليستقر عند 60.79 دولار للبرميل، مقارنة بـ61.53 دولار في نهاية الأسبوع السابق، وتراجع الخام الأمريكي في ثلاث من أصل أربع جلسات خلال الأسبوع، متأثرًا بعطلة يوم الذكرى في الولايات المتحدة، وعدم قدرة السوق على الاحتفاظ بالمكاسب التي سجلها منتصف الأسبوع.

وعلى مدار شهر مايو، حقق كلا الخامين القياسيين مكاسب شهرية مدعومة بتوقعات ارتفاع الطلب في موسم الصيف، فقد سجل خام برنت زيادة بنسبة 1.2%، مرتفعا من 63.17 دولار في بداية الشهر، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.4% من مستوى 58.23 دولار للبرميل في الأول من مايو.

وشهدت السوق تحركات حذرة من قبل المستثمرين، مدفوعة بتقلبات سياسية واقتصادية، على رأسها الجدل المتواصل حول الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين، وتباين المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة، إلى جانب ترقب نتائج اجتماع "أوبك+" .

وتحولت الأسعار إلى المنطقة السلبية عقب تقرير أفاد بأن تحالف "أوبك+" قد يناقش زيادة إنتاج تفوق التوقعات السابقة، وهو ما زاد من الضغط على السوق، حيث أشار محللو "جيه بي مورجان"، في مذكرة، إلى أن هذه الزيادة المحتملة تأتي في وقت يقدر فيه فائض المعروض العالمي بنحو 2.2 مليون برميل يوميا، الأمر الذي قد يستلزم خفض الأسعار لتحفيز تفاعل المعروض وإعادة التوازن إلى السوق.

وتوقعت المذكرة أن تظل الأسعار ضمن نطاقها الحالي على المدى القريب، مع احتمالية تراجعها تدريجيا نحو مستويات الخمسين دولارًا المرتفعة مع نهاية العام الجاري.

وفي السياق ذاته، ساهمت التوترات السياسية في الضغط على الأسعار، لا سيما بعد منشور للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال"، لمح فيه إلى نية إعادة فرض الرسوم الجمركية على الصين، عقب قرار محكمة استئناف فدرالية بإعادة تفعيلها مؤقتا.

وقال فيل فلين، كبير المحللين في "برايس فيوتشرز جروب"، إن منشورا ترامب بشأن فشل الصين في الالتزام بهدنة الرسوم الجمركية، دفع الأسعار نحو الانخفاض".

يذكر أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب من المتوقع أن تبقى سارية، بعد أن أصدرت محكمة استئناف فدرالية قرارا يوم الخميس بإعادة العمل بها مؤقتا، وذلك بعد أن كانت محكمة تجارية أمريكية قد قضت سابقا بإبطالها على الفور، واعتبرتها غير قانونية

وعلى الصعيد الاقتصادي، أظهر تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) تباطؤا طفيفا في التضخم الأمريكي، ما أعاد الحديث حول احتمال خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو عامل عادة ما يدعم أسعار السلع، بما في ذلك النفط، غير أن أثره هذه المرة كان محدودا في ظل الضغوط المعاكسة.

وبحسب محللي شركة "ريستاد إنرجي"، فإن الأساسيات السوقية تظل داعمة لاتجاه صعودي خلال فصل الصيف، مع توقعات بتفوق الطلب على المعروض خلال الفترة من مايو إلى أغسطس.

وقال موكيش ساهديف، رئيس أسواق السلع العالمية في الشركة، إن "الأسواق تنتظر إشارة واضحة من الأساسيات، ومع دخول الصيف، قد نشهد دعما إضافيا للأسعار".

ومع ذلك، حذر من أن استمرار عدم تحسن أساسيات السوق بعد الصيف قد يدفع "أوبك+" إلى مراجعة سياستها الإنتاجية والعودة إلى خفض الإمدادات للحفاظ على توازن السوق.

وفي سياق منفصل، أعلنت شركة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة، أمس الجمعة، أن شركات الطاقة الأمريكية قلصت هذا الأسبوع عدد الحفارات العاملة للنفط والغاز الطبيعي للأسبوع الخامس على التوالي، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2021.

وهذه هي المرة الأولى منذ سبتمبر 2023 التي ينخفض فيها عدد الحفارات لخمسة أسابيع متتالية، حيث ذكرت الشركة أن الانخفاض الأسبوعي الأخير يعني أن عدد الحفارات الإجمالي أصبح أقل بـ37 حفارة، أو بنسبة 6%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وبحسب البيانات، انخفض عدد حفارات النفط بمقدار أربع حفارات ليصل إلى 461 حفارة، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2021، في حين ارتفع عدد حفارات الغاز بواحدة ليصل إلى 99 حفارة.

الاكثر قراءة