الثلاثاء 24 يونيو 2025

تحقيقات

الحرب الروسية الأوكرانية.. استمرار التصعيد العسكري بعد "هجوم المسيرات" وجولة ثانية لمحادثات السلام

  • 2-6-2025 | 11:51

الهجوم الأوكراني على روسيا

طباعة
  • أماني محمد

بينما تشهد الأوضاع في الحرب الروسية الأوكرانية استمرار التصعيد العسكري من الجانبين، وخاصة بعد تنفيذ كييف واحدة من أكثر هجماتها عنفًا باستهداف قلب الأراضي الروسية وضرب عشرات القاذفات الاستراتيجية المتمركزة في قواعد جوية في موسكو، تعقد في إسطنبول جولة ثانية من محادثات السلام بين دبلوماسيين من كييف وموسكو، وسط تباينا كبيرا في وجهات النظر واحتمالات التوصل لاتفاق ينهي الحرب المشتعلة منذ أكثر من 3 سنوات والتي قتلت عشرات الآلاف من الجانبين، ودُمرت مساحات شاسعة من شرق وجنوب أوكرانيا، وأُجبرت الملايين على الفرار من ديارهم.

محادثات السلام الروسية الأوكرانية في إسطنبول

ومن المقرر أن تُعقد، اليوم الإثنين، الجولة الثانية من المفاوضات بين دبلوماسيين من كييف وموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في إسطنبول، حيث يجتمع مسؤولون روس وأوكرانيون لتبادل خططهم لإنهاء الحرب، وهي المحادثات التي بدأت بجهود من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتجتمع البلدان على مائدة مفاوضات مباشرة لأول مرة منذ الأسابيع الأولى للغزو الروسي، لكنهما لم تُحرزا بعد تقدمًا يُذكر نحو اتفاق ينهي الحرب.

وعقدت الجولة الأولى من المحادثات في إسطنبول الشهر الماضي، وخلالها اتفق الجانبان على تبادل واسع النطاق للأسرى وتبادل المذكرات حول رؤيتهما لاتفاق سلام.

من المقرر أن تنطلق الجولة الثانية من المفاوضات الساعة الواحدة ظهرًا (10:00 بتوقيت غرينتش) في قصر سيراجان بإسطنبول، حيث سيرأس فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين الروس، وهو مساعد لبوتين، الذي قاد المحادثات الأولى عام ٢٠٢٢ والتي انتهت بالفشل، بينما سيقود الفريق الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف.

كما قال متحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الأحد إن مستشارين دبلوماسيين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سيكونون هناك بتنسيق وثيق مع فريق التفاوض الأوكراني".

وتقول روسيا إنها ستقدم مذكرة بشروط السلام، بينما جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوته لوقف فوري للقتال.

وقال، أمس الأحد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "أولًا، وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط. ثانيًا، إطلاق سراح السجناء. ثالثًا، عودة الأطفال المختطفين".

كما دعا إلى مناقشة عقد لقاء مباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلا: "لا يمكن حل القضايا الرئيسية إلا بين القادة".

ورفض الكرملين هذا الطرح في أوقات سابقة، مؤكدًا أن لقاء بوتين وزيلينسكي لا يمكن أن يُعقد إلا بعد توصل الوفود المتفاوضة إلى اتفاقات أوسع.

الهجوم الأوكراني على روسيا

وأمس أعلنت كييف عن أنها ضربت عشرات القاذفات الاستراتيجية المتمركزة في قواعد جوية في عمق روسيا، حيث ضربت عشرات القاذفات الاستراتيجية على بُعد آلاف الكيلومترات خلف خط المواجهة.

إذ أعلنت أوكرانيا عن أنها ألحقت أضرارًا بنحو 40 قاذفة روسية استراتيجية، في عملية خاصة كبرى، وصرح جهاز الأمن في كييف أن الخطة، التي استغرق إعدادها 18 شهرًا، تضمنت تهريب طائرات مسيرة إلى روسيا ضمن خطة استخباراتية سرّية حملت اسم "شبكة العنكبوت"، ثم إطلاق هذه المسيرات من قرب القواعد الجوية، على بُعد آلاف الكيلومترات من خطوط المواجهة.

ووفقًا لجهاز الأمن الأوكراني، أسفرت عملية الطائرات المسيرة عن أضرار بقيمة 7 مليارات دولار، وعطّلت 34% من قاذفات الصواريخ المجنحة في القواعد الجوية الروسية الرئيسية.

وقال المصدر وفقا لصحيفة "كييف إندبندنت": "نقل جهاز الأمن الأوكراني في البداية طائرات مسيرة FPV "من منظور الشخص الأول" إلى روسيا، ثم أُخفيت الطائرات المسيرة على أراضي الاتحاد الروسي تحت أسقف كبائن خشبية متنقلة، موضوعة مسبقًا على شاحنات، مضيفا: "في اللحظة المناسبة، فُتحت أسقف الكبائن عن بُعد، وحلقت الطائرات المسيرة لضرب القاذفات الروسية".

استهدفت العملية قواعد جوية روسية متعددة، منها بيلايا في إيركوتسك، وأولينيا في مورمانسك، ودياغليف في ريازان، وإيفانوفو في مقاطعة إيفانوفو.

وأضاف المصدر: "حتى الآن، من المعروف أن أكثر من 40 طائرة أُصيبت، بما في ذلك طائرات A-50 وTu-95 وTu-22 M3".

وأشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بنتائج عملية الطائرات المسيرة، واصفًا إياها بأنها "رائعة للغاية".

ووعدت المخابرات الأوكرانية بالكشف عن المزيد من التفاصيل قريبًا، وتعهدت بمواصلة طرد القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

وقال جهاز الأمن الأوكراني: "سنضرب (روسيا) بحرًا وجوًا وبرًا. وإذا لزم الأمر، سنقضي عليهم من باطن الأرض أيضًا".

هجوم روسي

جاء هجوم الطائرات المسيرة في الوقت الذي أعلنت فيه كييف أن ضربة عسكرية روسية أسفرت عن مقتل 12 جنديًا على الأقل في موقع تدريب للجيش الأوكراني، حيث تقع وحدة التدريب في الجزء الخلفي من خط المواجهة النشط الذي يمتد لمسافة 620 ميلًا، حيث تتمكن طائرات الاستطلاع والهجوم الروسية من شن هجماتها.

وواصلت القوات الروسية تقدمها برًا في أوكرانيا، لا سيما في منطقة سومي الشمالية الشرقية، حيث أمر بوتين قواته بإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود.

وشنت روسيا، هجمات اليوم، حيث أسفر القصف والغارات الجوية الروسية عن مقتل خمسة أشخاص خارج مدينة زابوريزهيا جنوب شرق أوكرانيا، بينما أدى هجوم بطائرة بدون طيار على منطقة سومي الشمالية الشرقية إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، بينهم طفلان، وفقًا لمسؤولين إقليميين.

صرح إيفان فيدوروف، حاكم زابوريزهيا الأوكرانية، بأن ثلاث نساء قُتلن في قصف روسي استهدف قرية تيرنوفاتي، شرق زابوريزهيا، مساء أمس، مضيفا أن رجلاً توفي في منطقة مجاورة في غارة روسية بقنبلة جوية موجهة.

كما قتل شخصًا في هجمات روسية على كوستيانتينيفكا، وهي بلدة في منطقة دونيتسك الصناعية الشرقية، أمس الأحد، وفي منطقة خيرسون، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب ما لا يقل عن 19 آخرين، بينهم طفلان، حسبما أفاد حاكم المنطقة أوليكساندر بروكودين صباح اليوم.

انهيار جسرين في روسيا

في غضون ذلك، تسببت انفجارات في انهيار جسرين وخروج قطارين عن مسارهما في غرب روسيا أول أمس، وفقًا لما ذكره مسؤولون في روسيا دون تحديد سبب الانفجارات، وفي أحد الحادثين، قُتل سبعة أشخاص وجُرح العشرات.

إذ انهار الجسر الأول، في منطقة بريانسك على الحدود مع أوكرانيا، فوق قطار ركاب أول أمس السبت، مما أسفر عن سقوط ضحايا، وقالت السكك الحديدية الروسية الحكومية إن سائق القطار كان من بين القتلى.

بعد ساعات، قال مسؤولون إن قطارًا ثانيًا خرج عن مساره عندما انهار الجسر الذي كان تحته في منطقة كورسك المجاورة، الواقعة أيضًا على الحدود مع أوكرانيا.

مطالب مرفوضة من الجانبين

وقبل المحادثات، دعا المسؤولون الروس إلى قطع الدعم العسكري الغربي عن أوكرانيا والتنازل عن الأراضي التي لا يزال جيشها يسيطر عليها.

وفي المقابل، حثت أوكرانيا روسيا على الموافقة على وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط وفوري، قائلةً إن وقف القتال ضروري لمناقشة شكل تسوية طويلة الأمد.

كما رفضت كييف التخلي رسميا عن خمس أراضيها التي تسيطر عليها روسيا، كذلك تريد أوروبا أيضا ضمانات أمنية ملموسة مدعومة من الغرب لمنع تكرار التصعيد العسكري في أوكرانيا مرة أخرى، وبقاء قوات حفظ السلام هناك، لتوفير الحماية التي يوفرها حلف شمال الأطلسي أو وجود قوات غربية على الأرض ــ وهو ما استبعدته روسيا أيضا.

الاكثر قراءة