بسلاح التجويع والحصار والقصف الوحشي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة، وبعد نحو 3 أشهر من قرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستهداف نقاط توزيع المساعدات خلال الأيام الماضية، في جريمة زادت من آلام الشعب الفلسطيني ومعاناته.
استهداف نقاط توزيع المساعدات الإنسانية في غزة
ومنذ مارس الماضي، أغلق الاحتلال المعابر في قطاع غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، في سياسة متعمدة للتجويع بهدف التهجير القسري، وأعلن الاحتلال عن آلية لتوزيع المساعدات عبر مركز مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أطلق نقاط "مراكز توزيع المساعدات" في مدينة رفح، بدأ العمل بها منذ 27 مايو الماضي.
وعلى مدار الأيام الماضية شهدت تلك النقاط جرائم قتل للشعب الفلسطيني برصاص الاحتلال.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت جريمة جديدة اليوم، بقتل ثلاثة مدنيين مُجوَّعين وإصابة 35 آخرين قرب تلك المراكز، موضحًا أن عدد شهداء مجازر هذه المراكز في منطقتي رفح وجسر وادي غزة ارتفع إلى 52 شهيداً و340 مصاباً.
ووفقا لآخر تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفع عدد شهداء المساعدات إلى 75 شهيدًا، وذلك بعد استشهاد 35 شخصًا يوم أمس، ووصل إجمالي الإصابات أكثر من 400 مواطن في المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات.
وفي شهادته للوضع في تلك المراكز، قال الطبيب الأسترالي أحمد أبو سويد، إن عددا من الضحايا الذين تعرضوا لإطلاق نار إسرائيلي صباح أمس الأحد، في مركز لتوزيع المساعدات بمدينة، تلقوا رصاصات في الرأس والصدر.
وأكد الطبيب المتطوع في قسم الطوارئ بمجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس: "نحن هنا منذ عدة أيام فقط، وحجم الصدمة التي رأيتها هنا لا يشبه أي شيء رأيته من قبل"، مضيفًا: "اليوم لدينا خسائر بشرية كبيرة، مئات من حالات الجرحى المؤكدة".
وأكد أن جميع الضحايا "مدنيون، طُلب منهم الذهاب لتسلم الغذاء، ولكن انتهى بهم الحال بإصابات بالرصاص الحي وشظايا. وحالة معظمهم خطيرة"، موضحا أن عددا من الضحايا "وصلوا متوفين نتيجة تلقيهم رصاصات في الرأس والصدر".
كذلك انتقدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الاثنين، آلية توزيع المساعدات الأميركية المدعومة من إسرائيل، مؤكدة أنها "لا تلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة في القطاع"، مطالبة بتمكينها من إيصال المساعدات بأمان لفلسطيني قطاع غزة الذين يعيشون مجاعة متفاقمة منذ 2 مارس الماضي.
وفي بيان لـ"الأونروا" اليوم، قال مدير شؤون الوكالة، سام روز، إنه "لقد أظهرت الأمم المتحدة خلال وقف إطلاق النار أننا نمتلك القدرة على إيصال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع للوصول إلى الناس حيثما كانوا"، مضيفًا: "طرق التوزيع الحالية لا تلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة في غزة، خاصة بالنسبة للمرضى وكبار السن والجرحى".
وأشار إلى أن الأونروا تدير "أكبر عملية متواصلة تابعة للأمم المتحدة في العالم لتوزيع الغذاء"، مشددًا على أن الإمدادات الإنسانية "جاهزة"، بينما الحاجة الملحة هو لـ"الوصول لتسليم المساعدات مباشرة إلى من هم بحاجة لها، فلا قت لنضيعه".
أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية البلجيكي، مكسيم بريفو، أن " الحكومة البلجيكية قررت أن تنظر في احتمال مد جسر جوي، كما فعلت من قبل، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية جوًا. نحن نعلم أن هذا بحاجة إلى موافقة إسرائيل لأننا ندخل مجالها الجوي، ولهذا ننسق مع دول أوروبية أخرى من أجل أن نضغط حتى تصل هذه المساعدات الإنسانية أولا برا".
وقال بريفو: "هناك مئات الشاحنات يوميا تنتظر على الحدود لكي تدخل إلى هؤلاء الجياع، إن ما يحصل هو فعلا فضيحة".
تدمير الوضع الصحي
كذلك يواجه القطاع الصحي في غزة كارثة غير مسبوقة، بعد إجراءات الاحتلال الهادفة لإفراغ شمال القطاع من المستشفيات، ومراكز الرعاية التخصصية، الأمر الذي أدى لزيادة معاناة الشعب الفلسطيني.
فيما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر طبية في قطاع غزة، أن 41% من مرضى الفشل الكلوي توفوا خلال الحرب، جراء حرمانهم من الوصول إلى مراكز الغسيل، وتدمير المراكز والأقسام المخصصة لهم، موضحة أن قوات الاحتلال نسفت مركز نورة الكعبي لغسيل الكلى شمال القطاع، الذي كان يقدم خدمات الغسيل الكلوي لمرضى الكلى.
استشهاد الفلسطينيين
كذلك استُشهد ثمانية فلسطينيين بينهم طفل وأصيب آخرون، اليوم الاثنين، في قصف الاحتلال مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ومركبة في البريج، حيث استهدفت طائرات مسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من الفلسطينيين في منطقة الفالوجا في مخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين، وقصفت طائرة مسيرة مركبة تابعة لبلدية البريج، ما أد إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين.
وفي التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54,470 شهيدًا، و124,693 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023م، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بعد انتهاك الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار، إلى 4,201 شهيد، 12,652 إصابة.