الخميس 5 يونيو 2025

عرب وعالم

«نيويورك تايمز»: ماكرون وميلوني.. ثنائي أوروبي متخاصم يبحث عن الوحدة في عالم مليء بالصراعات

  • 3-6-2025 | 17:33

ماكرون وميلوني

طباعة

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه رغم الخلافات الجلية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، أصبحا يبحثان عن الوحدة في "عالم مليء بالصراعات".

وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء- أن ماكرون وميلوني دأبا على تبادل الانتقادات اللاذعة، لكنهما يلتقيان في روما اليوم سعيا لتحقيق أهداف مشتركة.

وأضافت الصحيفة "إنه لا يوجد سوى عدد قليل من الزعماء الأوروبيين الذين يبتعدون عن بعضهم البعض بطبيعتهم، مثل ميلوني وماكرون، فجذورها السياسية تعود إلى اليمين القومي، بينما تنتمي جذوره إلى الوسط التكنوقراطي العالمي.. ولطالما اختلف الزعيمان، ويقر بعض المقربين من ميلوني بعدم وجود توافق كبير بينهما".

ومع ذلك، من المقرر أن يعقد ماكرون وميلوني اجتماعا ثنائيا في روما اليوم، وهي أول زيارة رسمية للزعيم الفرنسي إلى إيطاليا خصيصا للقاء رئيسة الوزراء الإيطالية منذ توليها منصبها عام 2022.

وبحسب الصحيفة، في أعقاب تبادل الاتهامات العلنية بينهما الشهر الماضي، تُسلط هذه الزيارة الضوء على الضغط الشديد الذي يتعرض له القادة الأوروبيون للتوصل إلى توافق في الآراء سعيا لتحقيق أهدافهم المشتركة.. ورغم اختلافاتهما، يسعى كل من ماكرون وميلوني إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وتجنب حرب تجارية مع الولايات المتحدة، والحفاظ على علاقات مستقرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

مع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنه يبقى أن نرى ما إذا كان لقاء وعشاء اليوم سيُخفف من حدة التوتر في العلاقات بين الزعيمين.. وقالت "إنه بخلاف جذورهما السياسية المختلفة تماما، يمتلك كل من ماكرون وميلوني أيضا رؤى مختلفة تماما لأوروبا".

وتابعت: أنه "حتى مع تخفيف ميلوني لخطابها الأكثر تحريضا ضد الاتحاد الأوروبي، فإنها لاتزال تنتقد ما تسميه تجاوزات التكتل.. ومن ناحية أخرى، جعل ماكرون التزامه الراسخ بأوروبا أقوى وأكثر تكاملا جزءا أساسيا من هويته السياسية".

ولفتت الصحيفة إلى أن ماكرون لطالما دعا إلى "استقلالية استراتيجية" أوروبية، مع تقليل الاعتماد على القوة الأمريكية، وتنفق فرنسا أكثر من إيطاليا على جيشها.

وقد اقترح ماكرون إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نشر قوات أوروبية في أوكرانيا كقوة لحفظ السلام بعد وقف إطلاق النار، وتعارض ميلوني هذه الفكرة، التي ستُقابل باستياء شديد في إيطاليا، حيث ترسخت المشاعر المعادية للجيش منذ زمن طويل.

وبحسب الصحيفة، لم تنضم ميلوني إلى ما يُسمى "تحالف الراغبين"، وهو مجموعة من الدول الأوروبية شكلتها بريطانيا وفرنسا لدعم أوكرانيا، وعندما اجتمع القادة الأوروبيون في قاعة مؤتمرات في تيرانا، عاصمة ألبانيا، لمناقشة السلام في أوكرانيا مع ترامب، كانت ميلوني غائبة.

وقد أوضحت ميلوني أن هدف المجموعة هو نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، وأنها لم تكن متاحة للقيام بذلك، غير أن ماكرون نفى ادعاءها ووصفه بأنه "أخبار كاذبة".. وبعد ذلك بوقت قصير، قالت ميلوني، في هجوم لاذع مُبطن على الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحفي، "إنه من الضروري تجاهل الطموحات الشخصية التي تُهدد بتقويض وحدة الغرب".

وقالت الصحيفة "إن المسؤولين الإيطاليين والفرنسيين يصرون على أن وزراء ودبلوماسيي البلدين يتعاونون بشكل جيد، وصرحت ميلوني بأن التقارير الإخبارية حول الأزمة بين إيطاليا وفرنسا مُبالغ فيها".

ومع ذلك، وصف مسؤولون حكوميون ومراقبون مستقلون الخلاف بين روما وباريس بأنه "مُزعج"، بل و"مُحرج".. ويرى خبراء أن اجتماع اليوم بين ميلوني وماكرون سيكون، جزئيا، بمثابة "استعراض علني للوحدة".

الاكثر قراءة