تضم القاهرة، عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، عددًا كبيرًا من الشوارع والميادين التاريخية التي يعود تاريخها إلى قرون وتعد هذه الأماكن مقصدًا للعديد من السياح، لما تحمله من طابع جمالي وأهمية ثقافية وتاريخية، مما يجعلها من أبرز معالم القاهرة السياحية والتاريخية.
هذه الشوارع التاريخية ليست مجرد معابر، بل تحكي حكايات ملوك ومفكرين وفنانين، ويقصدها الزوار من داخل مصر وخارجها للاستمتاع بجمالها وعبقها التراثي، فهي من أبرز معالم القاهرة، تجمع بين سحر الماضي ونبض الحاضر، وتشكل عنصرًا أساسيا في خريطة السياحة الثقافية للمدينة، ومنها شارع المبتديان.
شارع المبتديان
شارع المبتديان هو إحدى الشوارع المعروفة، وهو يقع أول حي المنيرة، يبدأ عند أول القصر العيني وينتهي عند ملتقى شارعي الناصرية وخيرت.
سمي الشارع بالمبتديان لأنه في عام 1868م تم نقل مدرسة المبتديان إلى الناصرية، مكان قصر عثمان بك البرديسي، والذي كان يستخدم لاستضافة واستقبال ضيوف مصر، وكلمة المبتديان تعني الإبتدائية باللغة التركية.
كما تم بناء أول مدرسة ثانوية بنات والتي تعرف باسم مدرسة السنية بنات، في حي السيدة زينب، أيضا مكان نفس قصرعثمان بك ليصبح مقرا لها حتى اليوم.
تغير اسم الشارع في العديد من المرات، فاحمل اسم الشيخ محمد عز العرب، ولكن رغم تغير اسمه إلا أن الناس قد عرفته باسمه الأول القديم، وشهد شارع المبتديان العديد من المنشآت المهمة والعظيمة، منها مدرسة دار العلوم التي كانت من أهم وأكبر المدار العالية في تاريخ التعليم الحديث في مصر ومن ثم حولت إلى كلية، كما احتوى الشارع على أكبر دور النشر والصحف في مصر وهي "دار الهلال" والتي تأسست عام 1892م، وهي ذات مبنى أثري عريق.