يعود تمثال الكاتب المصري إلى عصر الأسرة الخامسة أو عصر الأسرة السادسة، من عهد الملك "أوناس" أو "ونيس" في الفترة "2375-2345 ق.م" أو من عهد الملك بيبي الثاني في الفترة "2278-2184 ق.م".
عُثر على التمثال شمال هرم سقارة المدرج، وهو مصنوع من الجرانيت الوردي، ويقوم على قاعدة من الحجر الجيري الأبيض، ويرتدي التمثال الشعر المستعار الذي يغطي جزءًا من أذنيه.
يبدو وجه التمثال طبيعية للغاية، وملامحه واقعية وجادة؛ وكأنه منتبه لأمر ما يملى عليه، وكان "تب-إم-عنخ" -الكاتب المصري- يحمل لقبيَّ الوزير ورئيس القضاة، اللذين يعدَّان من أرفع الألقاب في مصر القديمة.
اهتمت الحضارة المصرية القديمة اهتمامًا كبيرًا بالكاتب المصري على مدى عصورها، خصوصًا في عصر الدولة القديمة، منذ عصر الدولة القديمة "2686- 2160 ق.م"، كانت تدير مصر باقتدار طبقة متعلمة من الموظفين المدنيين تحت إمرة الوزير، ومنهم الكُتَّاب؛ تلك الطبقة المرموقة التي أدت دورًا محوريًّا في الإدارة المصرية.
كان الكاتب مسئولًا عن تسجيل المراسيم والأوامر الملكية وتجنيد الجنود في الجيش واختيار العمال للبناء وحساب وجمع الضرائب، وكان الدور الأساسي للكُتَّاب دورًا إداريًا في المقام الأول، علاوة على ذلك كانوا حماة التقاليد والطقوس في مصر، وبالتالي كانوا حفظة التاريخ والحضارة.
يُعد تمثيل كبار رجال الدولة والنبلاء في صورة الكُتَّاب من أروع وأرقي الأوضاع الفنية؛ نظرًا للمكانة الفريدة التي كان يتمتع بها الكُتَّاب في مصر القديمة.