توفى هوجو تشافيز، فى الخامس من مارس عام 2013, قائد الثورة البوليفارية الاشتراكية ورئيس فنزويلا الواحد والستين، حيث تم انتخابه عام 1998 لرئاسة البلاد بسبب الوعود التى أطلقها لدعم فقراء البلاد الذين يشكلون الأكثرية من السكان, وأعيد انتخابه عام 2006.
كان "تشافيز" شخصية مثيرة للجدل, قاد بلاده متحديا السياسات الأمريكية وكان يحب مخاطبه شعبه على الدوام وكان يخاطبهم بمعدل 40 ساعة أسبوعيا, اشتهر برداء "قميص أحمر" فى أغلب الأوقات، كما شنّ "تشافيز" حملات عدة فى بلاده ضد الأمراض والأمية وسوء التغذية والفقر والأمراض الاجتماعية أخرى.
ولد "تشافيز" الثامن والعشرين من يوليو عام 1954 لعائله متوسطة فى بيت جدته من أبيه "روزا إنيز تشافيز", فى ولاية "باريناس", والتحق بجامعة "سيمون بوليفار" فى كاراكاس وتزوج من "ميرازابيل دو شافيز" وله خمسة أولاد.
قام "تشافيز" بمحاولة انقلاب فى 4 فبراير 1992 ضد الرئيس الفنزويلى " كارلوس أندريه بيريز"، ونجح أولا فى السيطرة على جميع البلاد عدا العاصمة "كراكاس"، إلا أنه قبض عليه ودخل السجن وبعد سنتين تمت تنحية الرئيس " بيريز" فخرج "تشافيز" من السجن وأسس مع بعض أصدقائه الضباط حركة سرية أطلقوا عليها اسم "سيمون بوليفار" تيمنا باسم الزعيم الأمريكى الجنوبى الذى كان من أبرز مقاومى الإستعمار الأسبانى فى القرن 19.
فى عام 1997, أسس "تشافيز" حزبا باسم "حركة الجمهورية الخامسة" وحظى بمسانده اليساريين والطبقات الفقيرة. وأعلن عن برنامج يركز على مقاومة الفقر والرشوة فحصل على نسبة 56% فى انتخابات ديسمبر عام 1998، وبفوزه تم الإعلان أن فترة ما بين (1958-1998) هى فترة الثورة الرابعة وأعلن عام 1999 ليكون بمثابة بدء الثورة الخامسة "ثورة بوليفار" نتيجة استلهام معظم أفكاره الإصلاحية من أفكار "بوليفار" وقد تضمن هذا البرنامج العديد من الإصلاحات, من أهمها تغيير اسم الدولة وسن قانون جديد لزيادة فترة الرئاسة إلى 6 سنوات, مع إمكانية إجراء إنتخابات فورية يتم فيها الاتصال مباشرة بين الرئيس والشعب.
استطاع "تشافيز" أن يحقق نقلة اجتماعية ضخمة من خلال التركيز على رفع مستوى المعيشة للمواطنين من خلال تأميم النفط، وإعادة توزيع عائداته على المواطنين، كما رفع شعار القضاء على بيوت الصفيح التى كانت منتشرة فى "فنزويلا" بسبب الحالة الاقتصادية المتردية آنذاك وتبنى مشروع إنشاء 200 ألف مسكن اقتصادى توزع مجانا على المحتاجين وقام بتوزيع الأراضى على الفقراء بعد أن كانت فى أيدى زمره قليله من المواطنين .
وفى عام 2006, فاز بفترة رئاسية ثالثة وذلك بنسبة 61.35% من أصوات الناخبين، وعلى إثر فوزه بالانتخابات أخذ ثقة البرلمان لتحويل الدولة إلى دولة اشتراكية، وأدى القسم على أن يحول فنزويلا إلى دولة اشتراكية وغير اسم الدولة من "جمهورية فنزويلا" إلى "جمهورية فنزويلا البوليفارية". وتعد من أهم أعماله فى هذه الفترة تأميم شركة الكهرباء وشركة الهاتف.
ويتمثل مشروع "تشافيز" السياسى الكبير فى إجراء إصلاح دستورى تحت شعار "كل السلطة للشعب", واقتضى تحقيقه التصويت على مجلس تأسيسى بإستفتاء وحصل أنصار "تشافيز" فى انتخاب هذا المجلس 90% من المقاعد.
وكتب الدستور الجديد فى أقل من سنة، وصادقت عليه أغلبية الهيئة الانتخابية قبل تجديد كامل الانتدابات الانتخابيه فى سنة 2000. وقد حصل "تشافيز" آنذاك على أصوات تفوق ما حصل عليه عند انتخابه فى ديسمبر 1998.
مر "تشافيز" منذ انتخابه رئيسا لفنزويلا بالعديد من الامتحنات الصعبة أخطرها انقلاب 11 إبريل عام 2002 والذى استمر لمدة48 ساعة وأفشلته الجماهير الشعبية الفنزويلية، التى حاصرت الانقلابيين فى القصر الرئاسى ومعسكرات الجيش ومنعتهم من التحرك. وأعادت "تشافيز" إلى القصر الرئاسى وأدى اليمين الدستورى كرئيس لفنزويلا وتسلم مقاليد الحكم من نائبه "كابيللو" فى 13 إبريل وعقب عودته للحكم وجه "تشافيز" نداء إلى الشعب دعاه فيه إلى الوحدة.
فى الثلاثين من يونيو عام 2011، صرح "تشافيز" فى خطاب متلفز, بأنه فى فترة نقاهة بعد عملية جراحية قام بها فى العاشر من يونيو من أجل بتر ورم سرطانى، وأعلن رسميا عن وفاة "هوجو تشافيز" فى يوم الثلاثاء 5 مارس 2013 بعد صراع مرير مع مرض السرطان.