الإثنين 30 يونيو 2025

ثقافة

فرج فودة.. المفكر الذي تحدى التطرف ودفع الثمن

  • 8-6-2025 | 15:46

فرج فودة

طباعة
  • بيمن خليل

في مثل هذا اليوم عام 1992، سقط المفكر والكاتب الكبير فرج فودة شهيدًا للكلمة، بعدما دفع حياته ثمنًا لمواقفه الجريئة في الدفاع عن الدولة المدنية والتصدي للفكر المتطرف، وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود على اغتياله، لكن لا تزال كتاباته تُقرأ، وصوته حاضرًا في معركة التنوير.

وُلد فرج فودة في 20 أغسطس عام 1945 في مدينة الزرقا بمحافظة دمياط، ودرس في كلية الزراعة بجامعة عين شمس حيث حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي، لكن اهتمامه الحقيقي لم يكن في الزراعة، بل في الفكر السياسي والديني، حيث سطع نجمه في ثمانينات القرن الماضي كمثقف علماني يدعو بوضوح إلى فصل الدين عن الدولة ويدافع عن الدولة المدنية الديمقراطية.

أصدر فودة عددًا من الكتب أثارت جدلًا واسعًا، وكانت سلاحا رادعا يشع بالنور في وجه أتباع الفكر المظلم، من بينها: "الحقيقة الغائبة"، "النذير"، "قبل السقوط"، "حوار حول العلمانية"، وغيرها.. في هذه الكتب، وجه فودة نقدًا لاذعًا للخطاب المتشدد، محذرًا من تغلغل التيارات المتطرفة في السياسة، ومبينًا كيف تم توظيف الدين في الصراع على السلطة.

لم يتوقف فودة عند الكتابة فقط، بل دخل في مواجهات مباشرة مع الجماعات المتطرفة، سواء في مناظرات علنية أو مقالات صحفية، من أشهرها مناظرته الشهيرة في معرض الكتاب عام 1992، مؤكدًا أن الدين أرقى من أن يُستخدم أداة سياسية، وأثارت هذه المناظرات غضبًا شديدًا بين معارضي أفكاره، مما دفعهم إلى تصعيد الهجوم عليه بشكل ممنهج، وإطلاق بيانات تحريضية ضده بهدف إسكات صوته والتأثير عليه وضده، لكن جرأته جعلته هدفًا لحملات تكفير وتحريض متواصل، حتى اعتبرته الجماعات المتطرفة "مرتدًا" واتهمته بازدراء الدين، ما فتح الباب لاغتياله.

في 8 يونيو 1992، وبينما كان يغادر مكتبه في مدينة نصر بصحبة نجله وصديق له، تعرض فودة لإطلاق نار من قبل شابان ينتميان للجماعة المتطرفة، وهما «أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان»، حيث أُصيب برصاصتين في عنقه وبطنه، ونُقل إلى المستشفى لكنه فارق الحياة بعد ساعات قليلة، والعجيب في التحقيقات، عندما اعترف القتلة بأنهم لم يقرأوا له شيئًا، بل نفذوا فتوى بالقتل صدرت بحقه، وأُدين القاتلان في المحكمة، وحُكم على أحدهما بالإعدام.

فرج فودة لم يكن "ضد الدين"، بل ضد تسييس الدين، كان يرى أن الدين علاقة بين الإنسان وربه، بينما الدولة يجب أن تقوم على العقل والقانون والمواطنة.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة