يأتي العيد، وينبض التراث الشعبي بالحياة، حيث تملأ الأناشيد الشعبية أجواء الشوارع، وتقام الألعاب التقليدية في الحارات والقرى، وتنتشر عروض الأراجوز والحكواتي التي طالما رافقت فرحة العيد لدى الأطفال، كما تتزين البيوت والملابس بلمسات تراثية تعبر عن التنوع الثقافي في المحافظات المصرية.
لا يمثل العيد مجرد مناسبة دينية، بل هو حالة ثقافية متكاملة، وتتحول أيامه إلى مسرح حي مرتبط بالتراث الشعبي، من حيث الأغاني الشعبية، والأزياء التقليدية، والألعاب التراثية.
رقصات العيد
يحتفل المصريون بالعيد في بعض القرى والمدن لأداء رقصاتهم الشعبية المميزة، وتقوم فرقة التنورة بالدوران بألوانها الزاهية ودورانها البهيج في الساحات العامة، بينما تتردد خطوات التحطيب في صعيد مصر، ورقصة الصيادين ذات الإيقاع الساحلي، التي تقدم في المهرجانات.
الأراجوز
لا يزال الأراجوز يحتفظ بمكانته بين الجميع، وخاصة في الأعياد والمناسب الشعبية، في الريف والحارات القديمة، ينصب مسرح خشبي بسيط، ويختبئ "الأراجوزاتي" ليحكي الحكايات الطريفة، ويضحك الأطفال بقفشاته البسيطة، ويغني حكايات شعبية تعكس حكمة وفكاهة مصرية أصيلة.
وارتبطت شخصية الأراجوز بهيئته المعروفة من الطربوش والوجه المستدير، والشارب الصغير في أذهان المصريين، وخاصة الأطفال تعلق بيها الكبير والصغير، فهو كان وسيلة للترفيه عن الصغار وانتشر أكثير في المناطق الريفية والشعبية
كما عُرف الأرجوز بصوته المميز، حيث كان "الأرجوزاتي" يختبيء تحت منضدة ويحرك العرائس بخيوط مشدودة تحتها، ويتحدث على لسانها، ويبدأ في حكي القصص والحكايات، وأحيانا كان يغني السير الشعبية المليئة بالبطولات، وتوعية الأطفال والكبار الذين التفوا حوله.
الملابس الشعبية
في بعض المناطق، يعتبر العيد مناسبة لارتداء الملابس التراثية، خاصة في النوبة وسيوة وقرى الصعيد، حيث يمثل الزي جزءً من هوية جماعية تعتز بانتمائها، فتطرز العبايات النسائية، ويلبس الرجال الجلابيب المطرزة أو الطواقي التقليدية.
الحكايات الشعبية
العيد في الثقافة المصرية لا يكتمل دون "اللمة"، وجزء أساسي من هذه اللمة هو الحكايات، وتعد اللمة جزءٍ أساسيًا في العيد، حيث تكثر الحكايات والسمر قبل النوم، أو في جلسات بعد الغداء، يبدأ الكبار بسرد القصص "السندباد"، و"علاء الدين"، و"شهرزاد"، و"عنترة"، وحتى "كليلة ودمنة"، ويرويها الأجداد والأمهات في سياق فكاهي وحكيم.