روح صاعدة، تطفو بها السفينة الجنائزية إلى السماء، معلنة حزنها وأسفها على الفقيد، ولتساعده في استعادة الحياة مرة أخرى من الأماكن المقدسة، إنها سفن أرواح الآلهة، التي تنقله عبر مراكب رع، المتمثلة في قرص الشمس، ليعبر بها رحلة نهارية في السماء، ثم يختفي عن الأنظار وقت الغروب، ويبدأ رحلته عبر بحر السماء في الليل.
تطل مركب الشمس على الحفرة الشرقية الطولية، الموازية للهرم من ناحية الجنوب، قبل أن تنقل لاحقًا إلى متحفها في منطقة آثار الهرم، وهناك يستعد المتحف المصري الكبير لاستقبالها، فاتحا ذراعيه لأمون، في مشهد يربط بين قدسية الماضي وعظمة الحاضر".
مراكب الشمس
اكتشف عالم الآثار المصري كمال الملاخ حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية، وفي في قاع إحداهما عثر على سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز، ووضعت في الحفرة في 13 طبقة، ليبلغ عدد أجزاء المركب 1224 قطعة كاملة، كما تحتوي على خمسة أزواج من المجاديف واثنين من زعانف التوجيه ومقصورة، وسقالة للرسو على الشاطيء.
يصل طول المركب نحو 3و42 متر وأقصى عرضه 6و5 متر، ويشابه في شكله شكل مركب البردي، واستغرق إعادة تركيبه نحو 10 سنوات، ووضع في متحفه للعرض في عام 1982 بجانب الهرم.
كما عثر في محيط الهرم الأكبر على 7 حفرات تتضمن بعضها خمسة مراكب، منها تتبع هرم خوفو واثنان يتبعان أهرام الملكات، ووجدت حفرتي مراكب الشمس جنوب هرم خوفو في حالة جيدة ومغلقة.

اكتشاف حفر مراكب الشمس
في عام 1954 اكتشفت الحفرتان الجنوبيتان من قبل كمال الملاخ، وأخرجت من الحفرة الشرقية أجزاء مركب شمس وأعيد تركيبها من خبراء مصريين، في عملية استمرت نحو 10 سنوات.
كما فحصت الحفرة الثانية في عام 1987، وتبين أنها تحتوي على أجزاء مركب شمس كاملة مفككة، والحفرة الشرقية طولية موازية للهرم من ناحية الجنوب وتبعد عنه 17 متر، يبلغ طولها 31 متر وعمقها 4و5 متر، وكانت تسد الحفرة من أعلى قطع من الحجر عرضية تستند على جانبي الحفرة الشمالي والجنوبي، وكانت الفتحات بينها مسدودة بملاط يغلق الحفرة تماما.
ويبلغ عدد القطع الحجرية المستخدمة في سد الحفرة يبلغ 41 قطعة كبيرة مختلفة المقاييس؛ يبلغ مقاييسها في المتوسط 5و4 متر طولا و 85و0 متر عرضا و 8و1 متر ارتفاعا، وتزن كل منها ما بين 15 إلى 20 طن.
سجل عمال المصريين القدماء كتابات هيروغليفية عديدة وأسماء مجموعات العمال التي كانت مسؤولة عن نقل تلك الأحجار، وكذلك 10 من الخراطيش تحمل اسم الفرعون خفرع الذي حكم بعد خوفو وتاريخ وضع المراكب "السنة 11 للتعداد"، ووجدوا على أحجار الإغلاق من العمال المصريين القدماء.

نقل مراكب الشمس إلى المتحف المصري الكبير
وتطل مركب الشمس على الحفرة الشرقية الطولية، الموازية للهرم من ناحية الجنوب، قبل أن تنقل لاحقا إلى متحفها في منطقة آثار الهرم، ليأتي أغسطس في 2021 لتخرج مراكب الشمس بعد سنوات من نقلها في المرة الأولى من داخل متحفها بمنطقة آثار الهرم، باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتي جاءت من بلجيكا خصيصا لتنقل المركب كاملة وقطعة واحدة، ليستقبلها المتحف المصري الكبير، فاتحا ذراعيه لأمون.
