الثلاثاء 4 يونيو 2024

ورحل سيد فرغلى صديق كل النجوم .. ابنته سماء: والدى ارتبط بعلاقات قوية بعبدالحليم وأم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الاطرش

5-3-2017 | 14:40

كتب : خالد فؤاد

كثيرون هم الصحفيون الذين امتهنوا «الصحافة الفنية» سواء فى مصر أو الاقطار العربية المختلفة وليس لهذا اليوم فحسب بل منذ عشرات السنين مع قيام الصحف بتخصيص صفحات وأقسام فنية لإشباع رغبة القارئ، وتلى هذا ظهور المجلات الفنية المتخصصة وكان فى مقدمتها بالطبع مجلتنا العريقة "الكواكب" التى نحتفل هذا العام بمرور 85 عاما على صدور أول عـــدد منها وكان تحديدا عام 1932 .

فمنذ نشأة المجلة توافد على العمل بها مئات ومئات من الصحفيين ، ولكن قليلين منهم فقط هم الذين نجحوا فى تخليد أسمائهم بحروف من ذهب ، ومن بين من عمل بالمجلة قلة قليلة هم الذين ساهموا فى الارتقاء بها من خلال علاقاتهم القوية بنجوم ونجمات الفن ، فلم تكن العلاقة بينهم مجرد علاقة كل الصحفيين بالمصادر بل تجاوزت هذا بمراحل حيث أصبحت علاقات صداقة قوية استمرت سنوات وسنوات طويلة ، فلم يكونوا هم الذين يبادرون بالاتصال بالنجوم لاستطلاع آرائهم فى ظاهرة أو أزمة بعينها أوحتى إجراء حوار صحفى معهم بل كان النجوم هم الذين يتصلون بهم من أجل تحديد موعد للقاء سواء بداخل مؤسستنا العريقة أو فى أى مكان آخر .

من هؤلاء الصحفى الكبير سيد فرغلى الذى ودع عالمنا أخيراً بعد صراع مرير مع المرض ، فقد ظل "رحمة الله عليه" أحد نجوم المجلة الأوائل لسنوات ليست بالقليلة ، وكان يعمل بدأب وإخلاص قرابة نصف قرن من الزمان ارتبط خلالها بصداقات قوية وعميقة بكل نجوم ونجمات الفن فى مصر والعالم العربى ، الذين كانوا جميعا ضيوفاً دائمين ليس على مجلتنا فحسب بل على بيته فى المناسبات المختلفة .

حول سر هذه الصداقات القوية ، والسر فى ارتباطهم به بهذا الشكل النادر ، وعلاقة هؤلاء النجوم بمجلتنا «الكواكب» من خلال اسمه هو تحديدا وأبرز وأهم من كانوا يترددون عليه ، ومن منهم ساهم فى اكتشافه بعينه الثقابة وتقديمه للوسط ، وكذلك من منهم كان حريصا على التردد على بيته ، ومن منهم انزعج لمرضه وحرص على زيارته والسؤال عليه فى سنوات عمره الأخيرة .. التقينا بابنته الصحفية سماء فرغلى وكان حوارنا الشامل هذا معها.

والدى ووالدتى

تحدثينا عن سيد فرغلى الزوج والأب ؟

والدتى هى مصممة الأزياء الشهيرة فريال الصاوى فقد قامت بتصميم ازياء الفنانين فى عدد كبير من الأفلام الشهيرة أذكر منها "الحب الضائع " و"أميرة حبى أنا" و"أين عقلى" لسعاد حسنى ، و"حب وكبرياء" و"الرداء الأبيض" لنجلاء فتحى و"ليلة بكى فيها القمر" لصباح و"ازياء صفية العمرى فى "ليالى الحلمية" وغير هذا من الأعمال السينمائية والتليفزيونية الأخرى التى لا تحضرنى حاليا .

صحفى ناجح متزوج من مصممة أزياء لامعة .. هل كان لهذا تأثير على علاقتهما بنجوم الفن؟

بالطبع كان له تأثير قوى ، وكان معظم النجوم ضيوفاً دائمين على بيتنا ، وأذكر أنهما كانا مرتبطين بصداقات قوية بمعظم النجوم والنجمات سواء من جيل الستينيات أو السبعينيات أو الثمانينيات.

هذا عن سيد فرغلى الزوج .. فماذا عنه كأب؟

لقد أثمر زواج والدى ووالدتى عن ابنتين هما أنا وشقيقتى سحر ، ومن شدة عشقنا لأبى ونصائحه لنا بالقراءة الدائمة أحببنا الصحافة وعملنا بها دون أن نعتمد على اسمه ومن هنا ظللت لفترة طويلة أعمل باسم سماء فرغلى حتى لا يتيقن أحد من انتمائى له ، لأنه كان ضد الواسطة بكل اشكالها ويطالبنا أن نشق طريقنا بالاعتماد على أنفسنا وقد كنت فى قمة السعادة حينما قدمت موضوعاً كبيراً عن الفنان عادل إمام بعنوان "الكوميدى الذى أصبح شجيع السيما" دون أن التقى به ووجدت عادل إمام يتصل بأبى ليقول له ابنتك تفوقت عليك ، ووجه لى الدعوة للتوجه له فى المسرح.

ومن هم الفنانون الذين ارتبط بصداقات قوية معهم ؟

كل نجوم ونجمات الفن تقريبا فقد كان بيتنا مفتوحا لمدة 24 ساعة فى اليوم ، وقد كان الوحيد الذى سمحت له كوكب الشرق أم كلثوم بتصويرها وهى بحديقة فيللتها بالبنطلون أثناء قيامها برى الزرع، ومن أكثر الفنانين الذين ارتبط بصداقات قوية معهم عبدالحليم حافظ الذى كان أول فنان يرى والدتى فى بيتنا وهو الذى اختار لى ولشقيقتى المدارس التى التحقنا بها فى الابتدائية وأذكر يوم وفاة عبدالناصر أنه سار هو وأبى من العجوزة لمنشية البكرى وهما يبكيان ، وأذكر أن المطرب عماد عبدالحليم عندما كان طفلا كان مقيما فى بيتنا حيث لم يكن قد تم تخصيص سكن له بعد ، فقد أحضره عبدالحليم من اسكندرية ولم يكن له أحد بالقاهرة فتولى والدى رعايته والحفاظ عليه ، كما كان أول من أخذ عمرو دياب فى بداياته للموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب فى بيته ليستمع له فقد كان صديقا شخصيا لعبدالوهاب وكان مقتنعا بشدة بإمكانيات عمرو دياب وانه سيكون أحد نجوم المستقبل .

رشدى أباظة وشيريهان

وتواصل : كما كان رحمه الله صديقا مقربا أيضا لرشدى اباظة وكان رحمة الله عليه ضيفاً دائماً على بيتنا هو وسامية جمال وكان والدى آخر شخص شاهد رشدى أباظة قبل وفاته اثناء علاجه بلندن فقد سافر له خصيصا هناك كما سافر أيضا لزيارة أمانى ناشد فى أيامها الأخيرة بلندن ، وأخذنى انا وشقيقتى ووالدتى لزيارة شيريهان اثناء علاجها بباريس وكانت ايضا تربطها صداقة قوية به واذكر انها حينما عرفت بسفره إليها طلبت منا بعض الاحتياجات من القاهرة لنأخذها لها معنا.

وعن أصدقائه الآخرين تقول: كان من اقرب اصدقائه حلمى بكر وماهر العطار وهانى شاكر ونبيلة عبيد وسعاد حسنى وشادية وصباح وفريد شوقى وزبيدة ثروت ونجوى فؤاد وسمير صبرى وطارق حبيب وعزت العلايلى وسهير شلبى بالاضافة لأعضاء ومؤسسى جمعية "فنانى وكتاب وإعلامى الجيزة " مديحة يسرى ومحمود ياسين وشهيرة ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوى فمعروف انه كان صاحب فكرة إنشاء الجمعية وإقناع الفنانين بها وكنت أرى دائما نور الشريف وزوجته بوسى وابنتيهما يقومون بزيارتنا فى البيت بصفة مستمرة وكانت نيللى جارتنا وتقوم بزيارتنا بصفة دائمة.

كتابة وتأليف

وعن علاقته بالفنانين من جيلي الثمانينيات والتسعينيات تقول: كانت تربطه علاقات قوية بعدد كبير منهم ومن الاسماء التى أذكرها حاليا سميرة سعيد وهانى مهنى حينما كانا زوجين وأيضا راغب علامة ووليد توفيق وعلاء زلزلى بالاضافة لهانى شاكر وعمرو دياب وكثيرين غيرهم ، وأذكر انه كان يقيم عزومات عشاء فى بيتنا يحضرها مايقرب من الـ 100 شخص من النجوم والنجمات ، واذكر ايضا حينما اقام عيد ميلاد لابنى أحمد "حفيده" حضرته المئات من النجوم والنجمات .

وعن علاقته بالكتابة والتأليف الدرامى تقول : كتب للإذاعة مسلسلين شهيرين عن قصة حياة "ليلى مراد" و"محمد فوزى" كما كتب مجموعة اغان ناجحة لمجموعة من المطربين اذكر منهم شادية وصباح وكان عضوا بجمعية "المؤلفين والملحنين" العريقة أيضا .

الوسط الصحفى

وعن اصدقائه من الصحفيين والكتاب تقول : كان من اقرب أصدقائه فى الوسط الصحفى عصام بصيلة وغنيم عبده وفؤاد معوض الشهير بلقب "فرفور" كانت سهراتهم تمتد معاً حتي مطلع الفجر ، بالإضافة الصحفى الكبير حسن إمام عمر وكانوا يقولون دائما فى الوسط الصحفى انه لم يكن يضاهى أحداً فى علاقة حسن إمام عمر بالفنانين سوى والدى ، والحق يقال كانت العلاقات جيدة فى هذا الوقت فلم تكن هناك أى احقاد بل كانت يسودها الحب والود المتبادل.

وعن علاقات الفنانين بمجلة "الكواكب" من خلاله تقول: قام أغلبهم بزيارة المجلة للقائه ومحاورتهم بمكتبه بالمجلة والتصوير فيها ، ولقوته واحتياج المجلة الشديد له تم المد له أربع مرات متتالية بعد أن وصل لسن المعاش بواقع عام فى كل مرة ونادرا ماحدث هذا مع أحد من الصحفيين بمؤسسة "دار الهلال".

رحلة المرض

وعن رحلته مع المرض تقول: الرحلة بدأت قبل ثلاثين عاما عندما اجرى جراحة دقيقة واذكر أن الاستاذ مكرم محمد أحمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير المصور ذهب لرئيس الوزراء عاطف صدقى واستصدر قراراً سريعاً بعلاجه بالخارج على نفقة الدولة ، ثم كانت رحلة المرض الأخيرة التى استمرت سنوات وشملت أمراضاً مختلفة فبخلاف مرض السكر كما اصيب أيضا بأمراض الشيخوخة والجلطات المختلفة وانسداد شرايين القلب ثم الزهايمر والضعف العام وفقدان الوعى حتى رحل عن 82 عاما ، بعد أن زهد الحياة تماما بكل ما فيها لدرجة انه كان يرفض الأكل والكلام .

وعن الفنانين الذين سألوا عنه اثناء المرض تقول : فارق كبير بين المرض الأول والمرض الأخير ففى المرض الأول قام عشرات الفنانين بزيارته بمستشفى "مصر الدولى" أذكر منهم عبدالوهاب ونبيلة عبيد وعزت العلايلى ومحمد ثروت ونور الشريف وبوسى وهانى شاكر وكثيرون غيرهم.

بينما فى رحلة المرض ومعاناة السنين الأخيرة للأسف لم يسأل عنه سوى قلة قليلة جدا أبرزهم هانى شاكر ونجوى فؤاد وسهير شلبى وعادل مبارز.