ارتفعت أسعار النفط العالمية بصورة حادة، اليوم الجمعة، وسط تصاعد حدة التوترات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، بعد إعلان إسرائيل شنّ ضربة جوية ثالثة على إيران، وإعلان طهران اغتيال قائد في الحرس الثوري الإيراني.
أسعار النفط تقفز بأكثر من 12%
وقفزت أسعار خام برنت بأكثر من 12% لتتجاوز مستويات لم تُسجَّل منذ أشهر، فيما ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق العالمية وسط إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة.
وسجّلت عقود خام برنت الآجلة ارتفاعًا بنحو 11%، في حين بلغ الارتفاع الإجمالي منذ إعلان الضربة نحو 12.4%، ما يعكس حجم القلق في الأسواق من اتساع رقعة المواجهة العسكرية وتأثيرها المحتمل على الإمدادات النفطية العالمية، خصوصًا في ظل التهديدات الإيرانية بالرد.
ارتفاع عقود الذهب الآجلة
في المقابل، ارتفعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 1.84% لتسجل 3,463 دولارًا للأوقية، بينما سجّل الذهب في التعاملات الفورية مستوى 3,441 دولارًا للأوقية بزيادة قدرها 1.60%، في ظل اتجاه المستثمرين إلى التحوّط من المخاطر الجيوسياسية.
جاءت التطورات المتسارعة بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن تنفيذ ضربة استباقية جديدة ضد أهداف إيرانية، مؤكدًا اتخاذ إجراءات طوارئ خاصة في الجبهة الداخلية بجميع أنحاء إسرائيل، وسط توقعات بهجمات إيرانية انتقامية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وقالت وسائل إعلام رسمية في طهران إن الدفاعات الجوية الإيرانية "بحالة تأهب قصوى"، وأُعلن عن إقلاع طائرات هجومية للرد على ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي السافر"، فيما أكدت قناة "العربية" أن إيران ستردّ "قريبًا جدًا".
من جهتها، أكدت الولايات المتحدة على لسان وزير الخارجية ماركو روبيو، أن الضربة الإسرائيلية "كانت إجراءً أحاديًا"، مضيفًا: "لسنا طرفًا في الضربات، وأولويتنا القصوى حماية القوات الأمريكية في المنطقة."
وأضاف روبيو أن الإدارة الأمريكية على تواصل مستمر مع شركائها الإقليميين، محذرًا إيران من استهداف المصالح أو الأفراد الأمريكيين، ومؤكدًا أن الرئيس الأمريكي اتخذ جميع الخطوات الضرورية لتأمين القوات المنتشرة في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن فيها أن بلاده "جاهزة للتحرك عسكريًا ضد إيران"، وسط تصاعد الخلافات مع الإدارة الأمريكية حول أسلوب التعامل مع التهديد الإيراني.