ساعات قليلة تفصل أبناءنا عن بداية امتحانات الثانوية العامة، تلك المرحلة التي تعد نقطة تحول مصيرية في حياة كل طالب، الأمر الذي يتطلب تهيئة للأجواء الهادئة والمحفزة للتركيز والثقة بالنفس، وفي السطور التالية نستعرض أهم النصائح النفسية التي تساعد الطلاب واولياء الأمور في اجتياز تلك الفترة بنجاح.
ومن جهتها تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشارية العلاج النفسي الأسري، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، ان هذا التوقيت الحرج، لا بد أن يدرك كل أب وأم، أن أبنائهم بحاجة إلى الطمأنينة أكثر من أي وقت مضى، وعليهم أن يكونوا بجانبهم، لا فقط كأولياء أمور، بل كدعم نفسي وقلوب تحتضن مخاوفهم وتستوعب قلقهم، ولتذكيرهم بأنهم أهم من أي شهادة وأغلى من أي نتيجة.

وأضافت أن الضغط النفسي والتوتر لا يأتي فقط من صعوبة المواد، بل أيضًا من المقارنات الجارحة، والانتقادات التي تشعرهم بالتقصير أو الفشل، ولذلك على أولياء الأمور ضرورة تهيئة الأجواء المحفزة لأبنائهم، من خلال اتباع النصائح الاتية:
-لابد من مدح مجهود الأبناء، وتشجعيهم على الاستمرار، والايمان بأنهم بذلوا ما في وسعهم.
-يجب أن تسود أجواء المنزل الهدوء والسلام، وتجنب الخلافات، والنزاعات الزوجية أو المشاحنات مع الإخوة، لأن البيت في هذه الفترة هو مركز دعم نفسي، وأي توتر داخله سينعكس مباشرة على الطالب.
-أن تكون هناك خطة عائلية لدعم الابن أو البنت، ووعدهم بالتنزه والرحلات بعد انتهاء الامتحانات، أو تخصيص وقت يومي للترفيه البسيط.
-لابد من تخصيص مكان للمذاكرة بهدوء، لأن التركيز يحتاج لمعادلة دقيقة، وقت للمراجعة يتبعه وقت للراحة، كما ينصح بمنح الطالب استراحة من 10 إلى 15 دقيقة بعد كل 45 دقيقة من الدراسة، لتجديد الطاقة والحفاظ على الانتباه.
-قبل يوم الامتحان، بدلًا من الضغط المتكرر بـ "ذاكر" و"خد معلومة"، وتجنب التحدث عن كليات القمة والمقارنة بين الطب والهندسة، حتى لا نزيد من توتر وتشتيت الطالب.
-يجب أن ينام الطالب جيدًا، ويتناول فطورًا خفيفًا غنيًا بالطاقة مثل البيض المسلوق، الزبادي، التمر، العسل، الخبز الأسمر، أو الفواكه والمكسرات.
-عندما يأتي الامتحان عكس ما تمنينا، لا نحبطهم، بل نوجه أنظارهم نحو القادم ونذكرهم أن بقية المواد الدراسية، قد تكون أفضل، حيث أن الدعم النفسي لا يتوقف بانتهاء ورقة الامتحان، بل يتجدد كل يوم.
-على أولياء الأمور أن يكونوا الحضن الدافئ، والابتسامة المطمئنة، والكلمة اللطيفة، والدعاء الذي لا ينقطع، وليكن دائمًا حوارهم معهم يتضمن بعض العبارات التشجيعية، مثل "إحنا جنبك"، "شايفين تعبك"، "عارفين إنك قدها"، "النتيجة ما تحددش قيمتك"، "إحنا فخورين بيك سواء جبت أعلى مجموع أو لأ".
-الرياضة ليست مضيعة للوقت كما يشاع، بل هي وسيلة لتنشيط المخ وزيادة التركيز، حتى الحركات البسيطة داخل البيت تقي الطالب من خمول الذهن وانكماش الطاقة، ولذلك يجب تشجيع أبنائنا عليها.
-يجب تقليل استهلاك المنبهات كالشاي والقهوة، والاعتماد على الأغذية الصحية مثل الفواكه، الزبادي، المكسرات، والكاكاو الخام، مع الابتعاد عن الأطعمة التي ترفع التوتر أو تسبب الأرق.
-على الأهل ضرورة الوعي بأن امتحانات الثانوية العامة ليست الحد الفاصل بينهم وبين أبنائهم، كما ان لا تقاس بالدرجات.
-بعد الانتهاء من هذه المرحلة، يجب أن نمنح أبناءنا مساحة للهدوء، وأن نبقى بجوارهم نرعاهم نفسيًا في هذا المنعطف الحساس، ونتواصل معهم بصدق واحتواء.