الجمعة 25 يوليو 2025

ثقافة

الدرج العظيم.. تحفة معمارية تسطر ملحمة الحضارة في المتحف المصري الكبير

  • 13-6-2025 | 14:00

الدرج العظيم بالمتحف المصري الكبير

طباعة
  • دعاء برعي

يكتب التاريخ بحروف من نور سيرة المتحف المصري الكبير شاهدَا على أبهى حضارات الأمم، وفي نقطة استقبال مهيبة للزوار، يبرز الدرج العظيم الأيقونة المعمارية التي تتخطى حدود التصميم التقليدي، لتصبح رمزًا يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وتاريخها الذي يمتد عبر آلاف السنين، ويُعدّ  أكثر من مجرد ممر يربط مستويات المتحف المختلفة؛ فهو تجربة بصرية وتاريخية تأخذ الزوار في رحلة فريدة عبر الزمن.

 تجربة استثنائية

يشعر الزائر بالصعود على الدرج، كأنه ينتقل عبر حقب التاريخ، بدءًا من العصر الحديث عند المدخل الرئيسي وصولًا إلى قاعات العرض التي تحكي أمجاد الحضارة المصرية القديمة. يُضفي التصميم الهندسي المحكم شعورًا بالرهبة والهيبة، مما يعزز تجربة الزيارة ويجعلها ذكرى لا تُنسى.

يمتد الدرج العظيم الموجود في البهو، على ارتفاع 36 مترًا، ويتكون من 108 "سلمة" بمساحة 6 آلاف متر مربع وهو أول درج من نوعه في العالم، ويضم ما يقرب من 72 قطعة أثرية، منها تماثيل ضخمة لملوك مصر القديمة، مصطفة في مشهد مهيب يليق بعظمة الحضارة المصرية.

ويشهد مجموعة من التماثيل الضخمة، ويسلط سيناريو العرض المتحفي له على الملوك والآلهة، وينقسم لأربعة أقسام؛ الأول يعني بكيفية تصوير "الملك" ونحته في الأعمال الفنية، ويضم هذا القسم تماثيل تعود للملك سيتي الأول من الغرانيت الوردي، وتمثالاً للملك سنوسرت الثالث أو أمنمحات الرابع من عصر الدولة الوسطى مصنوعاً من الكوارتزيت، وتمثالاً آخر للملك أمنحتب الثالث، وتمثالاً للملكة حتشبسوت، وتمثالاً للإمبراطور الروماني كاراكالا من الغرانيت الأحمر.

فيما يحدثنا القسم الثاني من الدرج العظيم عن منزلة الآلهة، ويشمل نحت الملوك خلال مشاركتهم الطقوس الدينية، بالإضافة إلى الركائز والأعمدة وغيرها من العناصر المميزة للمعابد التي شيدت للآلهة بتكليف من قبل الملك، ويضم عمودان وعتب للملك ساحورع من الجرانيت الأحمر، وبوابة الملك أمنمحات الأول، وتمثال أبو الهول للملك أمنمحات الثالث، وناووس الملك رمسيس الثاني وقمة مسلة للملكة حتشبسوت، وناووس نادر للملك نختنبو الثاني.

ويلقي القسم الثالث الضوء على العلاقة بين الملك والآلهة، وهي علاقة كانت تقوم على تبادل الأدوار في حفظ الكون والنظام، وتعرض لتمثال المعبود بتاح، وتمثال مزدوج للملك رمسيس الثاني مع المعبودة عنات، وثالوث بتاح وسخمت ورمسيس الثاني، وتمثال أوزيري للملك سنوسرت الأول، وتمثال مزدوج للملك أمنحتب الثالث مع رع حور آختي.

أما القسم الرابع فيحكي عن حماية جسم الملك بعد الموت، والحياة الأبدية كما تصورها المصري القديم، حيث البعث والحساب، وهنا تعرض توابيت ملكية نادرة توثق العقيدة الجنائزية، منها تابوت الملكة مرس عنخ الثالثة، تابوت الأمير خوفو جدف، وتابوت نيتوكريس، وتابوت تحتمس الأول، وتابوت جحوتي مس وحو سا إيست الأول.