واصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف الفلسطينيين في قطاع غزة، في نقاط توزيع المساعدات التي أقرها الاحتلال في مايو الماضي، حيث ارتكب مجزرة جديدة بحق أهالي القطاع الذين ينتظرون المساعدات في منطقة التحلية بمحافظة خان يونس صباح اليوم، ما أسفر عن استشهاد ما يزيد عن 50 فلسطينيًا حتى اللحظة، وإصابة العشرات في حصيلة أولية.
مجزرة المساعدات في خان يونس
ووفقا لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وصل لمجمع ناصر الطبي حتى اللحظة 51 شهيدًا وأكثر من 200 إصابة بينهم 20 حالة خطيرة جداً، بعد مجزرة الإحتلال بحق المواطنين المنتظرين للمساعدات على دوار التحلية في محافظة خان يونس صباح اليوم.
وأكدت الصحة الفلسطينية أن أقسام الطوارئ والعناية المركزة والعمليات تشهد حالة من الاكتظاظ الشديد مع وصول العدد الكبير من الإصابات والشهداء، موضحة أن الطواقم الطبية تعمل ضمن أرصدة محدودة من الأدوية والمهام الطبية المنقذة للحياة.
وجددت الصحة الفلسطينية النداء العاجل الى كافة الجهات المعنية لتعزيز الإمدادات الطبية الطارئة.
فيما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن هذه المجزرة هي الثانية اليوم، بحق الشعب الفلسطيني في غزة، بعدما أطلق جيش الاحتلال النار صوب منتظري المساعدات في محيط منطقة الأكواخ غرب رفح، ما أسفر عن استشهاد عشرات المواطنين، وإصابة آخرين.
وقال المُتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، لوكالة "فرانس برس": "نقلنا على الأقل 47 شهيدًا وأكثر من 200 مصاب، بينهم أطفال، إلى مستشفى ناصر، إثر إطلاق النار الإسرائيلي على آلاف المواطنين الذين تجمعوا قرب مركز توزيع الدقيق بالقرب من محطة التحلية".
وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، إن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق الجوعى في خان يونس وإعدام أكثر من 53 شهيدا وجرح العشرات أثناء انتظارهم للمساعدات جريمة حرب ووصمة عار وإهانة للقيم الإنسانية والقانون الدولي الإنساني ونتيجة طبيعية للدعم اللامحدود من الإدارة الأميركية.
وأضاف، في بيان صادر عن المجلس الوطني، اليوم الثلاثاء، أن حجم الصواريخ والقنابل التي أُلقيت على المدنيين منذ بدء العدوان قبل 618 يوما، يفوق بأضعاف مضاعفة حجم المساعدات التي سمح بإدخالها ما يكشف زيف الادعاءات الإنسانية، ويؤكد أن هذه الحرب تستهدف الوجود الفلسطيني بكل تفاصيله، أرضا وشعبا وحياة.
وأشار إلى أن تحويل نقاط توزيع الغذاء إلى مسارح قتل يعد جريمة مكتملة الأركان مخطط لها بشكل إجرامي تقودها عقلية استعمارية حاقدة تستخدم سلاح الجوع كوسيلة للإبادة والتطهير العرقي في ظل عدم وجود رد فعل دولي وصمت مهين .
وأكد أن هذه المجزرة التي تحدث بشكل يومي تمثل تصعيدا خطيرا في سجل الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين، وتضع المجتمع الدولي، والمؤسسات الدولية، والهيئات الحقوقية أمام مسؤولية عاجلة لكسر دائرة الإفلات من العقاب وفرض آليات حماية دولية فاعلة.
الحصار والجوع في غزة
ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية كارثية، منذ أن أغلق الاحتلال كافة المعابر في 2 مارس الماضي، وقرر منع إدخال الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما تصعد قوات الاحتلال حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في أنحاء القطاع، بالقصف المستمر برًا وبحرًا وجوًا.
وخلال الأيام الماضية منذ أطلق الاحتلال آليته الجديدة لتوزيع المساعدات في 27 مايو الماضي، استهدفت قواته نقاط توزيع مساعدات سواء في رفح أو وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 300 فلسطيني وإصابة المئات، في خطوة تأتي- حسب تأكيدات أممية- لتهجير السكان قسرا، ضمن ما يبدو أنه استراتيجية للتطهير العرقي.
تحذير من الأونروا
فيما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن إسرائيل تمنع دخول الوقود إلى قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم، الأمر الذي يهدد بتوقف كلي للعمليات الإنسانية في القطاع المحاصر.
وأفادت الوكالة بمنشور على منصة "إكس"، اليوم الثلاثاء، بأن قطاعات الصحة والمياه والغذاء والاتصالات في خطر جراء حصار الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين بقطاع غزة.
وشددت الأونروا على أن العمليات الإنسانية لا يمكن أن تُجرى دون وقود، موضحة أنه بدون الوقود، ستُزهق الأرواح، وأنه يجب رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.