في تطور لافت يُلقي بظلاله على المشهد الإقليمي المتوتر، تشير مصادر سياسية إسرائيلية إلى أن تل أبيب مستعدة لقبول وقف إطلاق النار مع إيران، حال موافقة المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وذلك بعد أن حققت "تل أبيب" غايتها في توجيه ضربات مدمرة للمنشآت النووية الإيرانية، لا سيما بعد التدخل الأمريكي الأخير.
ويرى الدكتور أيمن سلامة، خبير حفظ السلام الدولي، أن هذه التصريحات، التي صدرت أمس الأحد، تؤكد أن إسرائيل لا تسعى إلى إطالة أمد المواجهة، بل ترى أن قرار التهدئة أصبح الآن في يد القيادة الإيرانية.
وبيّن في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن لهذه التصريحات دلالات قانونية وسياسية عميقة، حيث إنه من الناحية القانونية الدولية، يُعد وقف إطلاق النار خطوة أولية نحو إنهاء حالة العداء، ولكنه لا يرقى إلى مستوى اتفاق سلام شامل.
وأوضح أن هذا الطرح الإسرائيلي يعكس رغبة في احتواء التصعيد المباشر، مع الإبقاء على الخيارات مفتوحة لمواجهة التحديات الأمنية طويلة الأمد.
وأكد أن إلقاء المسؤولية على المرشد الإيراني يضع الكرة في ملعب إيران، ويُعد ضغطًا دبلوماسيًا غير مباشر عليها لاتخاذ قرار بشأن مسار الأزمة.
وفي سياق متصل، أشار خبير حفظ السلام الدولي إلى أنه لا يزال هناك تباعد كبير بين الطرفين بشأن الملف النووي، مما يؤكد أن أي تهدئة محتملة ستكون على الأرجح مرتبطة بالتصعيد العسكري الحالي وليست مؤشرًا على تقدم في الملفات الاستراتيجية الأوسع.
واختتم مؤكدًا أن احتمالات الحل الدبلوماسي الشامل معقدة، وتبقى المنطقة على مفترق طرق بين التصعيد والتهدئة الحذرة.
سلام على الأنقاض
وبعد أن وجهت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأحد، ضربات مدمرة ضد ثلاث منشآت نووية إيرانية، ادعى مسؤولون إسرائيليون أن بلادهم تسعى إلى إنهاء المواجهة العسكرية الدائرة مع طهران، في غضون الأيام القادمة.
وقللت طهران من مدى تأثير الضربة الأمريكية على منشآتها النووية، مشيرة إلى أن المواقع التي استُهدفت أُخليت قبل الهجوم، ونُقلت منها المواد النووية الحساسة إلى أماكن آمنة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، إن هدف بلادهم الآن هو تحقيق إنجاز استراتيجي وتجنب تصعيد طويل.
وزعم المسؤولون أنه إذا قرر المرشد الإيراني، علي خامنئي، وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل مستعدة لاحتواء الموقف الراهن، على حد قولهم، وفي المقابل، أكد الحرس الثوري أن ضرباته على إسرائيل ضمن عملية "الوعد الصادق ٣" لن تتوقف.