تعتزم شركة أمازون (عملاق تجارة التجزئة الإلكترونية والحوسبة السحابية ومقرها سياتل) استثمار 40 مليار جنيه إسترليني (46 مليار يورو) في المملكة المتحدة، في التزام ضخم يقدم كإشارة قوية من الحكومة البريطانية التي تواجه صعوبات اقتصادية.
ويأتي هذا الالتزام في وقت مناسب لحكومة حزب العمال البريطاني، التي تكافح للوفاء بوعدها بتعزيز النمو، في ظل تجاذبها بين الرسوم الجمركية الأمريكية والتوترات الجيوسياسية والانتقادات الداخلية لسياساتها الاقتصادية ، حيث اعتبرت المعارضة زيادات الضرائب والاستثمارات العامة غير واقعية.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء البريطاني "كير ستارمر" ، الذي التقى الأسبوع الماضي الرئيس التنفيذي للمجموعة "آندي جاسي" ، هذا الاستثمار الممتد لثلاث سنوات (والذي كان جزء منه معروفا بالفعل) ، بأنه نصر كبير وتصويت بالثقة للمملكة المتحدة، وفقا لقناة "فرانس 24" الإخبارية.
وقال وزير التجارة والأعمال البريطاني "جوناثان رينولدز" ، في بيان، إن مليارات أمازون في المملكة المتحدة تتزامن مع إطلاق الحكومة استراتيجية صناعية مدتها عشر سنوات تهدف إلى جعلها أفضل بلد للاستثمار.. مؤكدا أن استثمار شركات عالمية كبرى مثل أمازون في المملكة المتحدة يظهر أننا نسير على الطريق الصحيح.
ومن المقرر أن يستخدم مبلغ الـ 40 مليار جنيه إسترليني لبناء أربعة مراكز توزيع، وسيخصص جزء من المبلغ أيضا لتمويل إعادة تأهيل استوديوهات براي للأفلام (وهي منشأة بريطانية لإنتاج الأفلام والتلفزيون تقع في ووتر أوكلي بالقرب من براي) والتي استحوذت عليها الشركة في يوليو 2024، لتصوير وإنتاج المسلسلات.
ويشمل استثمار "أمازون" أيضا جزءا من مبلغ 8 مليارات جنيه إسترليني (المخطط له على مدى خمس سنوات) الذي أعلن عنه في شهر سبتمبر الماضي لبناء وتشغيل مراكز بيانات، وهو أمر أساسي للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
والمملكة المتحدة ليست الدولة الوحيدة المستفيدة من استراتيجية أمازون التوسعية الأخيرة، ففي الأسبوع الماضي، تم التعهد بتخصيص 20 مليار دولار أسترالي (11 مليار يورو) لمراكز البيانات في أستراليا، وهو أكبر استثمار تكنولوجي تشهده البلاد على الإطلاق.
وفي شهر فبراير الماضي، أعلن "آندي جاسي" عن طموحه لاستثمار أكثر من 100 مليار دولار (87 مليار يورو) خلال العام، بشكل رئيسي في الحوسبة السحابية (الحوسبة عن بعد) والذكاء الاصطناعي.
وكانت "أمازون" قد وقعت اتفاقية في شهر ديسمبر الماضي مع شركة "جيمز ووركشوب"، الشركة البريطانية المالكة لحقوق لعبة /وورهامير 40000/ (وهي لعبة حرب مصغرة تدور أحداثها في عالم خيال علمي مظلم)، لإنتاج أفلام ومسلسلات مستوحاة من هذا العالم الخيالي المستقبلي، وهو مشروع يضم الممثل "هنري كافيل"، الذي لعب دور سوبرمان و"ذا ويتشر".
تولت المجموعة المسئولية الإبداعية لسلسلة أفلام "جيمس بوند" في فبراير الماضي بعد التوصل إلى اتفاق مع منتجي الأفلام منذ فترة طويلة، عائلة بروكلي، الذين سيظلون مع ذلك شركاء في الملكية.
وأعلنت أمازون في شهر يونيو الجاري عن استثمار 10 مليارات دولار (7ر8 مليار يورو) في ولاية كارولينا الشمالية و20 مليار دولار (3ر17 مليار يورو) في ولاية بنسلفانيا، مرة أخرى لمراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتزعم المجموعة التي أسسها "جيف بيزوس"، والتي توظف حاليا 75 ألف شخص في المملكة المتحدة عبر أكثر من 100 موقع، أنها استثمرت بالفعل 56 مليار جنيه إسترليني (65 مليار يورو) في المملكة المتحدة بين عامي 2010 و2022.