توقعت صحيفة /الجارديان/ البريطانية أن تكون قمة حلف شمال الأطلسي /ناتو/ التي بدأت أعمالها اليوم الثلاثاء بمدينة لاهاي الهولندية بمثابة منصة انتصار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومخيبة للآمال لأوكرانيا.
وذكرت الصحيفة، في سياق تحليل نشرته اليوم، أنه من المرجح أن يكون ترامب في مزاج جيد خلال القمة، مع اقتناع معظم الحلفاء بالموافقة على هدف رفع الإنفاق الدفاعي، بالإضافة إلى شعوره بالانتصار لأنه ساعد على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران .
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد عقود من التذمر من الإنفاق الدفاعي الأوروبي، وبمساعدة مارك روته، الأمين العام الجديد لحلف الناتو، أصبح الحلفاء مستعدين للموافقة على هدف رفع الإنفاق الدفاعي الأساسي، في معظم الحالات، إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035.
علاوة على ذلك، لم يمضِ سوى أيام قليلة على أول تدخل عسكري كبير في ولاية ترامب الثانية - قصف المواقع النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان مطلع الأسبوع الجاري - وساعات على إعلانه وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران .
ورأت الصحيفة أن حدة المخاوف التي برزت في وقت سابق من هذا العام بشأن ما إذا كان ترامب سينبذ الناتو، ويسحب القوات الأمريكية من أوروبا، ويتخلى عن أوكرانيا، ويسعى إلى علاقة وثيقة مع موسكو، قد خفت، على الرغم من أن أيا منها لم يختف تماما .
وأشارت الجارديان إلى أنه تمت دعوة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى مأدبة العشاء التي يقيمها ملك هولندا، ويليم ألكسندر، مساء اليوم، ولكن ليس إلى اجتماع عمل مع قادة الناتو، مما يعكس تراجع الدعم الأمريكي لكييف، إذ تم إيقاف المساعدات العسكرية الجديدة في عهد ترامب.
ويرى محللون أن الاجتماع سيكون "مخيبا للآمال بالنسبة لأوكرانيا، لا سيما وأن معظم الحلفاء كانوا يرغبون في خطاب أقوى بكثير بشأن الدعم، وفتح الباب أمام انضمام أوكرانيا إلى الناتو، ومسار أوضح للعقوبات ضد روسيا ".
وبحسب الصحيفة، على الرغم من أن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط لا تزال تُهيمن على معظم الأخبار، إلا أن دور الناتو في المنطقة ضئيل. فأوروبا مُهمشة إلى حد كبير في الصراع، مع أن هذا قد يتغير إذا اختارت إيران مسارا جديدا مفاجئا.
وقالت الصحيفة إن الفضل في النبرة الدبلوماسية الإيجابية التي سبقت القمة بشكل كبير يعود إلى رئيس الوزراء الهولندي السابق روته، الذي يُعتبر عموما أنه تعامل ببراعة مع الرئيس الأمريكي من خلال عرض ما يريده عليه وإقناع معظم الحلفاء الأوروبيين بالانضمام بسرعة أكبر من المتوقع.
وطرح روته خطة لإقناع الحلفاء بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، منها 3.5% إنفاق عسكري، والباقي مزيج من الاستخبارات والأمن السيبراني والبنية التحتية ذات الصلة، التي يمكن لجميع الحلفاء مواكبتها. وعلى الرغم من أنه كان يأمل في تحديد عام 2032 كموعد نهائي، كما يُقر، فإن الموعد النهائي المستهدف لعام 2035 يُمثل تسوية متواضعة.
وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة لعدد قليل من الدول، لا يُحدث هدف الإنفاق الجديد فرقا كبيرا. لكن بالنسبة لمعظمها، يُمثل هذا التزاما كبيرا، بما في ذلك فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.