قمة الناتو.. ما الذي يحمله ترامب في لاهاي وهل يقرر الانسحاب من الحلف؟

شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في فعاليات قمة حلف شمال الأطلسي الناتو، التي قادة الحلف وتعقد في لاهاي على مدار يومين، وسط حالة من الشكوك بشأن التزام الولايات المتحدة الأمريكية بتمويل الحلف بعد تصريحات ترامب السابقة بشأن الإنفاق العسكري، وكذلك بند الدفاع المشترك في ميثاق الحلف.

ترامب وموقفه من الدفاع المشترك في حلف الناتو

وتنص المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو، على الدفاع المشترك للدول الأعضاء في الحلف المكون من 32 عضوًا، فتؤكد التزام الدول الأعضاء في المعاهدة بمساعدة أي عضو قد تتعرض سيادته أو أراضيه للهجوم.

وشكك ترامب في التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن شركائها في الناتو، مشيرًا إلى وجود تعريفات متعددة لاتفاقية الدفاع المشترك للحلف، فقال للصحفيين، أمس الثلاثاء، في تصريحات أنه "يعتمد الأمر على تعريفكم. هناك تعريفات عديدة للمادة الخامسة، أنا ملتزم بأن أكون صديقًا لهم".

ولكن عند سؤاله عن المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو، اليوم الأربعاء، قال ترامب للصحفيين قبل اجتماع لقادة العالم في قمة التحالف العسكري: "نحن معهم حتى النهاية".

كذلك صرح الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، اليوم، بأن الولايات المتحدة ملتزمة تمامًا ببند الدفاع المشترك للحلف، مضيفًا: "بالنسبة لي، هناك وضوح تام بأن الولايات المتحدة ملتزمة تمامًا بحلف الناتو، وملتزمة تمامًا بالمادة الخامسة".

زيادة الإنفاق لـ5% للناتو

وأعلن روته، عن سعادته بزيادة تخصيص الإنفاق على الحلف إلى 5%، حيث سيوقع حلفاء الناتو، اليوم الأربعاء، على تعهدٍ بإنفاق 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الإنفاق الدفاعي الأساسي، بالإضافة إلى 1.5% أخرى على مجالاتٍ أمنيةٍ أوسع نطاقًا مثل الأمن السيبراني والبنية التحتية.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "لقد استيقظت أوروبا الدفاعية أخيرًا. ستحدد القمة أهدافًا إنفاقيةً تاريخيةً جديدةً لحلفاء الناتو".

ويهدف هذا الارتفاع في الإنفاق إلى إبقاء ترامب على تواصلٍ مع الحلف، بعد أن أثارت عودته إلى السلطة مخاوفَ من أنه قد يُدمر الحلف الذي يبلغ عمره سبعة عقود، بعد رفضه لموقف الدول الأوروبية، التي قال إنها تدفع أقل مما ينبغي لأمنها، وهو ما قلب موازين الحرب الروسية في أوكرانيا رأسًا على عقب.

تريليون دولار أمريكي للحلف

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) للالتزام برفع الانفاق الدفاعي، حيث كتب في منشور على منصته (تروث سوشيال) قبل وصول طائرته إلى لاهاي لحضور قمة الناتو: "الولايات المتحدة الأمريكية تقترب من تريليون دولار من الانفاق سنويا، هذا أمرٌ مذهل! سأناقشه مع أعضاء حلف الناتو".

وهاجم ترامب موقف إسبانية، الرافض لزيادة الإنفاق في الحلف، معلنة أن سقف الانفاق العسكري لن يتخطى نسبة 2.1% من الناتج الوطني، فقال إن موقفها بأنه "غير منصف للغاية"، ونشر رسمًا بيانيًا بعنوان "إسبانيا تهدد بعرقلة قمة الناتو" يُظهر الإنفاق النسبي لأعضاء الحلف.

وفي المقابل، أكد روته أن زيادة الإنفاق - التي وُصفت بأنها "تاريخية" - ضرورية لكبح جماح روسيا، ولكن حتى في هذه الحالة، يهدد ترامب بتقويض وحدة الناتو.

ولم يعلن ترامب أي تغيير في موقف بلاده من الاستمرار في حلف الناتو، وهو ما أكده المستشار الألماني فريدريش ميرتس، في وقت سابق، منا أنه لا يساوره أي شك في التزام الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب بحلف الناتو، رغم التوترات المستمرة منذ سنوات حول الإنفاق الدفاعي ودور واشنطن في التحالف، قائلا إنه "لا يوجد لدي أدنى شك في التزام الحكومة الأمريكية بالناتو"، وذلك وفق ما نقلته مجلة بولتيكو الأوروبية.