أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته أن الحلف بدأ الانتقال من مرحلة اعتماد الخطط إلى التنفيذ العملي، وذلك بعد اعتماد خطة لاهاي للاستثمار الدفاعي، مؤكدًا أن ما جرى الاتفاق عليه سيحدث "قفزة نوعية" في قدرات الحلف الدفاعية والاقتصادية، ويؤسس لتحالف "أقوى، أكثر عدالة، وأكثر قدرة على الردع".
وقال روته - في مؤتمر صحفي ختامي لقمة حلف (الناتو) المنعقدة بمدينة لاهاي في هولندا - "إن الدول الأعضاء لم تكتف بإعلان النوايا، بل بدأت فعليًا في وضع الأسس العملية لتوسيع الطاقة الإنتاجية للصناعات الدفاعية على جانبي الأطلسي"، مضيفًا "أن العمل يبدأ الآن، وعلينا أن نتحرك بسرعة، فالجودة والكمية مطلوبة معًا".
وأضاف أن الحلف سيعمل خلال المرحلة المقبلة على خفض الحواجز أمام التعاون الصناعي الدفاعي، مع التركيز على شراكات استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، وأوكرانيا ودول منطقة المحيطين الهندي والهادئ؛ لتعزيز الابتكار وتوسيع سلاسل الإمداد.
وأكد أن القرارات التي تم اعتمادها خلال القمة "لا تقتصر على الجوانب العسكرية" بل ستخلق ملايين الوظائف الجديدة عبر دول الحلف، نتيجة الاستثمارات المتوقعة في القطاعات الدفاعية والتكنولوجية.
وأشار روته إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدد التزام بلاده التام بحلف "الناتو"، لكنه شدد أيضًا على ضرورة أن "تقوم أوروبا وكندا بدور أكبر"، وهو ما اعتبره الأمين العام "أمرًا يحدث بالفعل على أرض الواقع"، مع تعهد الحلفاء الأوروبيين والكنديين بالمساهمة بنسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي في الدفاع، بدءًا من 3.5% للنفقات الأساسية و1.5% للبنية التحتية والدعم الصناعي.
كما جدد التأكيد على التزام الحلف بدعم أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حضر أعمال القمة، وأن الحلفاء تعهدوا حتى الآن بأكثر من 35 مليار يورو دعمًا مباشرًا لأوكرانيا هذا العام، مع وعود بمزيد من المساهمات، قائلًا "نقف مع أوكرانيا لتصل إلى سلام دائم..ونتابع دعمها على طريقها الذي لا رجعة فيه نحو عضوية الناتو".
وأكد أمين عام الحلف - في الختام - أن قمة لاهاي تمثل لحظة فارقة في تاريخ الحلف، مضيفًا "اتخذنا قرارات تضمن أمننا لعقود قادمة.. وسنظل على أهبة الاستعداد للدفاع عن كل شبر من أراضي الحلف".