اقترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأخيرة، العديد من المجازر ضد أهالي قطاع غزة، بما فيهم طالبي الطعام، الذي تقطعه إسرائيل عنهم إثر حصار مشدد مفروض عليهم، إمعانًا في إبادتهم، حيث يأتي ذلك ضمن حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
مجازر بالجملة
وحسب إعلام فلسطيني، سقط 3 شهداء بنيران مسيّرات إسرائيلية استهدفت بلدة بني سهيلا وحي الشيخ شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما سقط شهيد جراء قصف إسرائيلي على بلدة القرارة شمالي المدينة نفسها، وذلك كما أورد عن مجمع ناصر الطبي.
كذلك، قتلت البحرية الإسرائيلية صيادًا فلسطينيًا، وأصابت آخر، بعد أن أطلقت النار عليهما أثناء ممارسة عملهما قبالة مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، في الشمال.
كما سقط ثمانية شهداء، وأصيب 10 آخرون في قصف إسرائيلي على تجمع للمواطنين في محيط مدرسة شعبان الريس بحي التفاح شرقي مدينة غزة.
وبالتزامن، أفاد مصدر بمستشفى المعمداني، بسقوط 9 شهداء، وإصابة 10 آخرين في قصف إسرائيلي على حي التفاح شرقي مدينة غزة.
وفي جريمة أخرى، أفاد مصدر بمستشفى العودة، بسقوط ستة شهداء في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في مخيم البريج وسط القطاع.
ولاحقًا، كشف المشفى، أنه استقبل ستة شهداء، و11 مصابًا جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين في منطقة بلوك 3 بمخيم البريج.
إلى ذلك، سقط ستة شهداء بنيران الاحتلال قرب مركز مساعدات شمالي رفح جنوبي القطاع الفلسطيني.
واستكمالًا لمسلسل الإبادة، وقع ثمانية شهداء، ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة أسامة بن زيد التي تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي شمالي غزة.
وعند محور نتساريم، وسط قطاع غزة، استشهد فلسطيني، وأصيب 43 شخصًا، إثر قصف إسرائيلي استهدف مجموعة مدنيين أثناء انتظارهم مساعدات غذائية قرب مركز توزيع مساعدات الإسرائيلي - الأمريكي.
وإجمالًا، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، اليوم، بأنه وصل إلى المستشفيات 72 شهيدًا، فضلًا عن 174 مصابًا، وذلك خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبذلك ترتفع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 56,331 شهيدًا، و132,632 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر المساعدات
وبشأن استمرار مجازر المساعدات ضد الفلسطينيين الجوعى، قالت حركة "حماس"، إن "القتل الممنهج للمدنيين المجوعين جريمة فاضحة ودليل جديد على وحشية الاحتلال وقادته الفاشيين".
وأضافت أن "التقارير بشأن أوامر إطلاق النار على منتظري المساعدات، تأكيد جديد على الدور الحقيقي لآلية المساعدات".
وطالبت الحركة الأمم المتحدة بـ"تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جريمة استهداف منتظري المساعدات الذين استشهد منهم 570".
وجاء ذلك بعد أن كشف تقرير صادر عن صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الجمعة، أن جيش الاحتلال أصدر أوامر لقواته بإطلاق نار بشكل متعمد باتجاه غزيين بالقرب من مواقع توزيع المساعدات الإنسانية، خلال الشهر الأخير، بادعاء إبعادهم أو تفريقهم، رغم أنه كان واضحًا أن هؤلاء الغزيين لا يشكلون خطرًا.
ومنذ شهر أوجدت إسرائيل والولايات المتحدة آلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، بعيدة عن إشراف الأمم المتحدة، وُظفت كوسيلة لقتل الفلسطينيين لا لإطعامهم.
واليوم، أكدت منظمة أطباء بلا حدود، أن هذه المؤسسة تُهين الفلسطينيين، حيث تجبرهم على الاختيار بين الجوع والمخاطرة بحياتهم.
وتسببت هذه الخطة، في مقتل أكثر من 500 شخص، فضلًا عن إصابة ما يقرب من 4000 آخرين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، حسب المنظمة، مؤكدة أنها "هي إبادة جماعية تحت ستار المساعدات الإنسانية، ويجب إنهاؤها فورًا".