السبت 28 يونيو 2025

عرب وعالم

رئيس البرلمان العربي: الحل المُستدام لأزمات المنطقة لن يكون إلا عبر مسارات سياسية شاملة

  • 28-6-2025 | 12:39

رئيس البرلمان العربي

طباعة
  • دار الهلال

أكد رئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي، أن الحل المُستدام لأزمات المنطقة لن يكون إلا عبر مسارات سياسية شاملة تضمن وحدة الدولة الوطنية، وتصون سيادتها، وتضع حدًا لمعاناة شعوبها، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي لا تزيد الوضع إلا تعقيدًا.

جاء ذلك في كلمة اليماحي أمام الجلسة الختامية لدور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع للبرلمان العربي والتي عقدت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة.

وقال اليماحي: "إننا نجتمع اليوم ونحن نحمل على عاتقنا مسؤولية كبرى، تتجاوز الكلمات وتستوجب الفعل، في ظل مرحلة عربية وإقليمية هي من أدق المراحل وأشدّها تعقيداً، ووسط أزمات متلاحقة وتحديات جسام، تتطلب منَّا وحدة الصف، وصلابة الموقف، وإعلاء مصلحة الشعب العربي فوق كل اعتبار، والتعبير عن همومه بكل جد وإخلاص".

وأضاف "ولا يمكننا أن نختتم دور الانعقاد الحالي دون التأكيد على أن القضية الفلسطينية، ستظل في صدارة أولويات البرلمان العربي، باعتبارها قضية العرب المركزية الأولى، وجُرحنا الذي طالت مداواته".

وتابع "أنه في الوقت الذي انشغل فيه المجتمع الدولي بتطورات الحرب الإيرانية الإسرائيلية وتداعياتها المتسارعة، استغل الاحتلال الإسرائيلي الغاصب هذا الوضع لتصعيد جرائمه بحق الشعب الفلسطيني خاصةً في قطاع غزة، وبلغت بشاعة هذه الجرائم حدّ استهداف المدنيين الأبرياء في صفوف انتظار المساعدات الغذائية، وتحويلها إلى فِخاخ للموت، دون رادعٍ أو وازعٍ من ضمير عالمي أصابه الخرس، فظل صامتاً أمام هذه المأساة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف".

واستطرد قائلا: "وقد كان لنا شرف التوجه يوم أمس على رأس وفد كبير من أصحاب المعالي أعضاء البرلمان العربي إلى مدينة رفح، للوقوف عن كثب على أوضاع الجرحى الفلسطينيين، الذين وجدوا في مصر العروبة والتاريخ ملاذًا آمنًا من جحيم العدوان.. وقد لَمسنا عن قرب حجم المعاناة التي يعيشها أشقاؤنا الفلسطينيون، والتي تُجسد وحشية وإجرام المحتل الغاصب، وتكشف عن الهمجية والعنصرية البغيضة التي يمارسها بحق المدنيين العزَّل، من نساء وأطفال وشيوخ".

وقال اليماحي: "وفي المقابل، لَمسنا بكل فخر وتقدير الاحتضان الإنساني الكبير والرعاية الكريمة التي تٌوفرها الدولة المصرية لأشقائنا الفلسطينيين على كافة المستويات.. وهنا، لا يسعني إلا أن أتوجه باسم البرلمان العربي، بتحية إجلال وإكبار لجمهورية مصر العربية، بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مواقفها المٌشرفة ودورها الإنساني في استقبال الجرحى والمصابين، وتقديم الرعاية اللازمة لهم على أكمل وجه، فضلاً عن جهودها المخلصة في نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

وطالب اليماحي كافة دول العالم الحُر والمؤسسات الدولية والإقليمية بسرعة تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من جحيم التجويع الذي يمارسه كيان الاحتلال البغيض بحقه.
وجدد مناشدته للضمير الإنساني الحيّ ولكافة المؤسسات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، لإنهاء هذه المجزرة المفتوحة، وإعادة الحق إلى الشعب الفلسطيني في الحياة، والكرامة، والحرية.

وأوضح رئيس البرلمان العربي أن منطقتنا شهدت خلال الفترة الأخيرة تطورات جسيمة على خلفية الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. مؤكدا أن تعمد الاحتلال اللجوء إلى الأدوات العسكرية - كما هو عهده دائماً - لن يزيد المنطقة إلا تصعيداً ودماراً، ومن هنا كانت إدانتنا الواضحة للهجمات التي قام بها ضد دولة إيران.

ولفت إلى أن التصدي لعدوان الاحتلال لا يبرر بأي حال المساس بسيادة وأمن أي دولة عربية.. ومن هنا كانت الإدانة الشديدة أيضاً للعدوان السافر الذي قامت به إيران ضد دولة قطر الشقيقة، والذي يُمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

وأعرب عن أمله في أن يكون التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بداية لعودة الهدوء والاستقرار للمنطقة، وبداية لتوجيه أنظار العالم بشكل أخلاقي ومسؤول نحو معاناة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية التي تمثل حجر الزاوية في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وأضاف قائلا: "وفي خضم اهتمامنا العميق بالقضية الفلسطينية، لا يمكن أن تغيب عن وجداننا الأزمات القائمة في عددٍ من دولنا العربية، والتي طال أمدها وتفاقمت آثارها، وفي مقدمتها الأزمة اليمنية والسورية والليبية".. وتابع "في ختام دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع، نطوي معاً صفحة من العمل البرلماني العربي المُثمر، مُحمّلة بالجهد المخلص، والمواقف المُشَّرِفة، والتحركات الفاعلة، التي عبّرنا من خلالها عن صوت شعبنا العربي، وحَمَلنا فيها مسؤولياتنا تجاه قضايا أمتنا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية والعادلة".

ونوه بأنه رغم التحديات الجسيمة والظروف الإقليمية المتسارعة، فقد كان دور الانعقاد غنيًا بالكثير من الإنجازات سواء على مستوى عمل اللجان، أو في مجال الدبلوماسية البرلمانية، حيث أقرَّ البرلمان العربي عددًا من القرارات والتوصيات والرؤى الاستراتيجية النوعية، وأطلق مبادرات برلمانية في الكثير من المجالات التي تهم المواطن العربي.

وأشار إلى أنه في مجال العلاقات الخارجية، فقد رسَّخ البرلمان العربي حضوره المتميز على الساحة الدولية من خلال مشاركاته الفاعلة في المحافل الإقليمية والدولية، وتوسيع شبكة علاقاته مع برلمانات الدول الكبرى والبرلمانات الإقليمية والمنظمات الدولية، وقد أسهم ذلك في تعزيز حضور الصوت العربي في المشهد العالمي، وتكريس نهج الحوار البنَّاء مع مختلف الأطراف الفاعلة، بما يخدم مصالح أمتنا العربية ويعكس تطلعات شعبها العزيز.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة