تصادف اليوم ذكرى وفاة أحد أعمدة الفيزياء الحديثة، وهو العالم البريطاني جون ويليام ستروت ريليه، الذي جمع بين الدقة العلمية والرؤية الفلسفية، في مجالات الضوء، الصوت، والموجات، ونال جائزة نوبل في الفيزياء 1904، حيث اكتشف الظاهرة التي تعرف الآن بــ (تبعثر ريليه)، والتي تشرح لماذا السماء لونها ازرق، وتنبأ بوجود الموجات السطحية والتي تعرف حاليا بــ (موجات ريليه).
وُلد ريليه في 12 نوفمبر 1842 – إسيكس، إنجلترا، في عائلة أرستقراطية، وعانى في طفولته من ضعف صحي، التحق بكلية ترينتي في جامعة كامبريدج عام 1861، حيث درس الرياضيات تحت إشراف إدوارد روث، وتأثر بالعالم جورج ستوكس، تخرج عام 1865 بمرتبة "سينيور رانجلر"، وهي أعلى مرتبة أكاديمية في الرياضيات بجامعة كامبريدج.
ومن إنجازاته العلمية
- تبعثر ريليه: قدّم عام 1871 تفسيرًا علميًا لزرقة السماء، من خلال نظريته حول تشتت الضوء، والتي أصبحت حجر أساس في علم البصريات.
- اكتشاف عنصر الأرجون: بالتعاون مع الكيميائي ويليام رامزي، اكتشف الأرجون عام 1894، وهو أحد الغازات النبيلة، ما منحه جائزة نوبل في الفيزياء عام 1904.
- موجات ريليه: تنبأ بوجود موجات سطحية تنتقل عبر الأرض، تُعرف اليوم بـ"موجات ريليه"، وهي أساسية في علم الزلازل.
- كتاب "نظرية الصوت": يُعد من المراجع الكلاسيكية في علم الصوتيات، ولا يزال يُدرّس في بعض كليات الهندسة حتى اليوم.
- معيار ريليه: وضع معيارًا في الاستقرار الديناميكي للسوائل، يُستخدم في ميكانيكا الموائع.
خلف جيمس كلارك ماكسويل في كرسي كافنديش للفيزياء بجامعة كامبريدج (1879–1884)، وأشرف على عدد من العلماء البارزين، منهم جوزيف جون طومسون ، مكتشف الإلكترون، كما شغل منصب رئيس الجمعية الملكية البريطانية (1905–1908)، وكان عضوًا في مجلس اللوردات.
نشر أكثر من 400 ورقة بحثية، وترك إرثًا علميًا متنوعًا في مجالات الضوء، الصوت، الكهرباء، والمغناطيسية، وتبرّع بجائزة نوبل لجامعة كامبريدج لتطوير مختبراتها.
وتوفى في 30 يونيو 1919 – وايتهام، إسيكس.