الأحد 27 يوليو 2025

فن

في ذكرى ميلاده.. محطات في حياة الفنان والطبيب "عزت أبو عوف" الذي جمع بين الفن والعلم

  • 1-7-2025 | 04:03

عزت ابو عوف

طباعة
  • لؤلؤة النجمي

في مثل هذا اليوم، 1 يوليو ، رحل الفنان القدير عزت أبو عوف، أحد أبرز الأسماء التي تركت بصمة خاصة في تاريخ الفن المصري، سواء على مستوى التمثيل أو الموسيقى، حيث جمع ببراعة نادرة بين الطب والفن، ونجح في أن يكوّن لنفسه مكانة مميزة في السينما والمسرح والتلفزيون، بالإضافة إلى مشواره الموسيقي الغني.

 

البدايات والنشأة: من عائلة موسيقية إلى كلية الطب

وُلد عزت أحمد شفيق أبو عوف في القاهرة في 21 أغسطس 1949، وسط بيئة فنية خصبة، حيث نشأ في كنف والده أحمد شفيق أبو عوف، الذي كان عاشقًا للفن والموسيقى، وأصرّ على تعليم أبنائه أصول العزف والغناء.

ورغم ميوله الفنية المبكرة، فقد خضع لرغبة والده الذي تمنى أن يرى ابنه طبيبًا، فالتحق عزت بالفعل بكلية الطب وتخرّج منها، وتخصص في طب النساء والتوليد، ومارس المهنة لعدة سنوات، قبل أن ينتصر شغفه بالفن على حياة الطبيب التقليدية.

 

من الطب إلى الموسيقى: رحلة في قلب الإبداع

لم يكن الابتعاد عن الطب سهلاً، لكنه كان ضرورة بالنسبة لروح فنية متمردة كعزت أبو عوف.

بدأت رحلته الموسيقية من خلال انضمامه إلى فرقة "بلاك كوتس"، قبل أن يؤسس عام 1979 فرقته الشهيرة "فور إم"، والتي ضمت شقيقاته الأربعة: منى، مها، منال، وميرفت.

وقد حققت الفرقة شهرة لافتة بفضل أسلوبها المميز وأغانيها الخفيفة التي كانت تواكب روح العصر، لكنها توقفت لأسباب شخصية متعلقة بأفرادها.

 

التحول للتمثيل: الانطلاقة من "آيس كريم في جليم"

لم تتوقف طموحات عزت أبو عوف عند الموسيقى، بل اقتحم عالم التمثيل عبر نافذة السينما، وكانت انطلاقته الحقيقية عام 1992، من خلال مشاركته في فيلم "آيس كريم في جليم" للمخرج خيري بشارة، إلى جانب النجم عمرو دياب.

 

ومن هنا، بدأت رحلة طويلة مع التمثيل، أثبت خلالها قدراته كممثل متعدد الأوجه، يمتلك كاريزما خاصة وحضورًا طاغيًا، جعلته مطلوبًا من كبار المخرجين والمنتجين.

 

بين الطب والموسيقى: أبحاث علمية برؤية فنية

رغم ابتعاده عن ممارسة الطب، فإن الفنان عزت أبو عوف لم يقطع صلته بالعلم. وقد أجرى خلال فترة دراسته بحثًا علميًا مميزًا حول تأثير الموسيقى على المرأة أثناء الولادة، وكانت نتائجه مذهلة، حيث خففت الموسيقى من آلام 20 سيدة خضعن للتجربة.

 

وأكد أبو عوف في تصريحات سابقة أن بعض فروع الطب باتت تعتمد بالفعل على العلاج بالموسيقى، خصوصًا في الحالات النفسية، قائلًا: "الموسيقى غذاء الروح، وإذا استُخدمت بشكل مناسب، يمكن أن تكون وسيلة شفاء فعالة."

 

محطات من حياته الشخصية

على الصعيد الشخصي، تزوج عزت أبو عوف من زوجته فاطيما، التي كانت بعيدة عن الوسط الفني، وأنجب منها ولدًا (كمال) وبنتًا (مريم)، وارتبط بها عاطفيًا لسنوات طويلة، وظلت رفيقة دربه حتى وفاتها، وقد أثرت وفاتها فيه نفسيًا بشكل بالغ.

 

أعماله الفنية: حضور ثابت وتأثير ممتد

شارك الفنان عزت أبو عوف في عشرات الأعمال التي حققت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا لافتًا، ومن أبرزها في الدراما التلفزيونية:

هوانم جاردن سيتي، أوبرا عايدة، زيزينيا، شيخ العرب همام، الرجل الآخر، العمة نور، نصف ربيع الآخر، الدالي.

 

أما في السينما، فكانت له مشاركات مهمة منها:

آيس كريم في جليم، عمارة يعقوبيان، أنا قلبي دليلي، مافيا، من نظرة عين، صباحو كدب، عزبة آدم، وغيرها الكثير.

 

الرحيل في صمت.. لكنه باقٍ في الذاكرة

في 1 يوليو 2019، رحل الفنان عزت أبو عوف عن عالمنا، عن عمر ناهز 70 عامًا، بعد صراع مع المرض. وقد خيّم الحزن على الوسط الفني بأكمله، إذ كان يتمتع بمكانة استثنائية بين زملائه، لما عرف عنه من دماثة الخلق، والاحترام، والتواضع.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة