الخميس 24 يوليو 2025

الهلال لايت

"قبو يوم القيامة".. العلماء يجمعون ميكروبات البشر قبل الانقراض

  • 1-7-2025 | 15:48

قبو يوم القيامة

طباعة
  • إيمان علي

أطلق فريق علمي سويسري مبادرة غير مسبوقة تستهدف إنقاذ الميكروبات الدقيقة التي تعيش داخل أجسامنا قبل فوات الأوان، من خلال مشروع طموح يُعرف باسم "قبو ميكروبيوتا"، والذي يُشار إليه إعلاميًا بـ"قبو يوم القيامة".

وأوضح العلماء أن المشروع يستهدف جمع وتجميد عينات من براز الإنسان والأطعمة المخمّرة، بهدف حفظ التنوع الميكروبي للأجيال القادمة، وسط تحذيرات متزايدة من خطر اندثار هذه الكائنات المجهرية الحيوية بسبب أنماط الحياة الحديثة.

وحتى الآن، جُمعت أكثر من 1200 عينة براز و190 عينة من أطعمة مخمّرة من بلدان عدة، بينها البرازيل وغانا وتايلاند وسويسرا، وتم تخزينها في درجات حرارة تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر في جامعة زيورخ، ضمن خطة طموحة لجمع 10 آلاف عينة بحلول عام 2029.

ويستلهم المشروع فكرته من "قبو سفالبارد العالمي للبذور" في النرويج، الذي يحتفظ بأكثر من مليون عينة نباتية، لضمان استمرارية الزراعة مستقبلًا، لكن هذه المرة، تتوجه الأنظار نحو الميكروبات التي تسكن أمعاء الإنسان، والتي تُعد خط الدفاع الأول عن صحته الجسدية والعقلية.

ويحذر العلماء من أن هذه الكائنات المجهرية، المعروفة باسم الميكروبيوم، آخذة في التراجع، بسبب الزراعة الصناعية، والاعتماد المفرط على المضادات الحيوية، والتغير المناخي، وحتى ذوبان التربة الصقيعية في بعض المناطق.

ووفقًا لفريق البحث، فإن فقدان الميكروبات يرتبط بزيادة حادة في الأمراض المزمنة مثل الحساسية، وأمراض المناعة الذاتية، واضطرابات التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى تهديد التنوع البيولوجي في النظم البيئية.

لا تقتصر مهمة القبو على حفظ البراز البشري، بل تشمل أيضًا الأطعمة المخمّرة التقليدية الغنية بالبكتيريا المفيدة، مثل الزبادي والكيمتشي، فيما يأمل العلماء توسيع نطاق المشروع قريبًا ليشمل الميكروبات البيئية، لتشكيل "بنكًا احتياطيًا شاملًا" لعالم الحياة المجهرية.

ورغم غياب التقنية التي تُمكن من "إعادة بناء" الميكروبيوم بعد انهياره الكامل، يراهن القائمون على المشروع على تطور الطب الحيوي في المستقبل.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة