تواصلت الحرب الروسية الأوكرانية، مع استمرار الأعمال العسكرية المتبادلة بين البلدين، وفي خطوة جديدة قررت الولايات المتحدة الأمريكية وقف بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، في خطوة وصفتها روسيا بأنها "تجعل نهاية النزاع أقرب"، فيما أغضب القرار كييف التي قررت استدعاء القائم بالأعمال الأمريكي.
الحرب الروسية الأوكرانية
وفي مساء أمس الثلاثاء، قالت السلطات الروسية، إن طائرات أوكرانية بدون طيار هاجمت مدينة إيجيفسك الروسية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، في واحدة من أعمق الضربات داخل روسيا خلال الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
وتبعد إيجيفسك أكثر من 1000 كيلومتر عن خط المواجهة، وتضم منشآت لإنتاج الأسلحة، بما في ذلك مصانع لتصنيع طائرات هجومية بدون طيار وبندقية كلاشينكوف الشهيرة عالميًا.
وقال مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية إن كييف استهدفت مصنعًا للطائرات بدون طيار في إيجيفسك، وأن الهجوم عطّل "القدرات الهجومية" لموسكو.
فيما أظهرت مقاطع فيديو غير مؤكدة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي طائرة بدون طيار واحدة على الأقل تحلق فوق المدينة، بينما أظهرت أخرى كرة من اللهب تندلع من سطح أحد المباني، وفقًا لرويترز.
وقال رئيس المنطقة الروسية إن الطائرات بدون طيار أصابت "مؤسسة" صناعية، دون ذكر تفاصيل.
يأتي ذلك في تسابق الجانبين الروسي والأكراني، لتحسين تكنولوجيا الطائرات بدون طيار وتعزيز استخدامها في ساحة المعركة، حيث قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين الماضي، إن تطوير الطائرات بدون طيار "أولوية".
وأمر رئيس الأركان الأوكراني المسؤولين العسكريين، أمس الثلاثاء، بمنع حشود القوات في معسكرات الخيام، وبناء ملاجئ جديدة في مراكز التدريب لحماية الجنود من الغارات الجوية الروسية القاتلة، وذلك بعد سلسلة من الهجمات الروسية التي سلطت الضوء على تراخي الانضباط في القواعد العسكرية.
وقف أسلحة أمريكية لأوكرانيا
وأوقفت الولايات المتحدة بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا وسط مخاوف من انخفاض مخزوناتها بشكل كبير، حسبما أفاد مسؤولون أمس الثلاثاء، وذلك بعد وعد الولايات المتحدة بتقديم ذخائر معينة إلى أوكرانيا في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن لدعم دفاعاتها، حيث قررت واشنطن تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ الدفاع الجوي.
ويعكس هذا التوقف مجموعة جديدة من الأولويات في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن قام مسؤولو وزارة الدفاع بفحص المخزونات الأمريكية الحالية وإثارة المخاوف، وفي إطار مراجعة أوسع للمساعدات العسكرية الأمريكية ومخصصات الإنفاق على الدعم الخارجي.
وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في بيان: "اتُخذ هذا القرار لوضع مصالح أمريكا في المقام الأول، بعد مراجعة الدعم العسكري الذي تُقدمه بلادنا للدول الأخرى حول العالم"، مضيفة: "لا تزال قوة القوات المسلحة الأمريكية غير قابلة للمساءلة - اسألوا إيران فحسب".
وفي هذا السياق، رحب الكرملين الروسي، بقرار الولايات المتحدة تعليق تسليم بعض الأسلحة إلى أوكرانيا، وأن خفض الدعم العسكري لكييف يجعل نهاية النزاع أقرب، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، اليوم،: "كلما قلّت كمية الأسلحة التي تُسلّم إلى أوكرانيا، كلما باتت نهاية العملية العسكرية الخاصة أقرب".
في المقابل، حذّرت وزارة الخارجية الأوكرانية من أن أي تأخير أو إرجاء في تسليمها الأسلحة من قبل واشنطن يشجّع روسيا على مواصلة مهاجمتها، مضيفة أن "استمرار تسليح أوكرانيا هو عنصر حاسم لمنع موسكو من تصعيد هجماتها، والضغط نحو الحل السلمي بدلًا من مواصلة الترهيب".
وأعلنت عن استدعاء القائم بالأعمال الأمريكي في البلاد، فيما أكد مصدر عسكري أوكراني أن مواجهة روسيا ستكون أصعب في غياب الاسلحة الأمريكية.
وأوضح المصدر: "نعتمد حاليا بشكل كبير على الأسلحة الأمريكية، وإن كانت أوروبا تقوم بما في وسعها، لكن سيكون صعبا علينا المواجهة من دون الذخائر الأمريكية."
مباحثات روسيا وفرنسا
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الصراع الإيراني الإسرائيلي وأوكرانيا، وفقاً لما أعلنه الكرملين يوم الثلاثاء، في أول اتصال من نوعه بين الزعيمين منذ سبتمبر 2022.
وفي باريس، أفاد مكتب ماكرون بأن الاتصال استمر ساعتين، وأن الرئيس الفرنسي دعا إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا وبدء مفاوضات لإنهاء الصراع، وفي المقابل ذكر بيان للكرملين أن بوتين "ذكّر ماكرون بأن الصراع الأوكراني نتيجة مباشرة لسياسة الدول الغربية".