أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على حرص الوزارة الأوقاف على ترسيخ قيم المواطنة والعيش المشترك وتقوية اللحمة الوطنية وحمايتها ، ونشر ثقافة السلم المجتمعي بين أبناء الوطن في مواجهة الفكر المتطرف والدعوات الهدامة.
وأضاف خلال الندوة التى نظمها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن الدول التي ترسخ قيم المواطنة أكثر الدول أمنًا وأمانًا ، مما يتطلب تنشئة الأطفال على الخطاب المعتدل والقيم الوسطية التي تدعو إلى المحبة والتسامح ، فالوطن يتسع لجميع أبنائه بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين ، من أجل النهوض بالمجتمع والارتقاء بالوطن ، فبدون توافق أبناء الوطن لن يتحقق التقدم .
وفي سياق متصل أعرب القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية عن تطابق وجهات النظر بين الوزارة والكنيسة في تصويب الخطاب الديني ، موضحًا أن المواطنة من مفردات الشخصية المصرية ومن عناصرها ، فهي من أسس بناء الدولة الوطنية الدستورية الحديثة القائمة على التكافؤ في الحقوق وأداء الواجبات، معتبرًا العيش المشترك قيمة إنسانية هامة ، مما يتطلب الممارسة العملية للمواطنة ، مشيرًا إلى ضرورة إرساء قيم التنوع الفكري ، فالتنوع قيمة عميقة في جذور المسيحيين والمسلمين ، محذرًا من إقصاء الآخر ؛ لأنه يتعارض مع القيم الدينية للشرائع السماوية ، موضحًا أن النموذج الوحيد الذي يقدم رؤية عميقة للتعايش السلمي في المنطقة هي مصر ، فهي الرهان الوحيد على استقرار المنطقة رغم التحديات ، فيجب دعم هذا النموذج والحفاظ عليه.
ومن جانبه أشاد الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق والمشرف على التدريب والمراكز الثقافية بالوزارة بعنوان الندوة ، داعيًا إلى إقامتها بالمحافظات ، مشيرًا إلى تأصيل كلمة المواطنة في جميع الشرائع السماوية ، مؤكدًا أن حب الوطن من فروض العين ، فالوطن شريان حياة الإنسان ، والخروج منه لا يكون إلا لضرورة شرعية ، مطالبًا بالعمل الجاد للارتقاء بالمجتمع ، فالمسلمون والمسيحيون أصحاب وطن واحد ، مما يتطلب بث روح الأمل وعدم ترديد الشائعات وتحمل المسئولية تجاه الوطن.