الخميس 28 نوفمبر 2024

الإخوان يخلعون ورقة التوت

  • 6-3-2017 | 10:09

طباعة

بقلم : سحر الجعارة

لم يكن أكثر المراقبين تفاؤلا يتصور أن تبدأ رموز جماعة الإخوان الإرهابية فى تصفية بعضهم البعض، وأن يتفرع بعضهم لمواجهة نجوم فضائيات الإخوان ( الشرق، مكملين، وغيرهما) .. ويتهم بعضهم البعض بـ "النصب" على الملأ، فأدى ذلك لفضح طرقهم فى لى الحقائق، وتزييف الصورة للحفاظ على الرواتب الخيالية التى يتقاضونها من "قطر وتركيا" !.

ومن "تركيا" خرجت الأضواء الكاشفة والسهام التى تنسف مصداقية كل حرف تروج له قنوات الإخوان، وقادت كتيبة الإخوان المقيمة بتركيا حرب تصفية الخلافات، وكلها خلافات حول المصالح الشخصية التى تحكم توجهات القائمين على قنوات الإخوان، و الأموال والامتيازات التى يحصلون عليها.

"آيات عرابى"، القيادية بما يسمى "المجلس الثورى" التابع لجماعة الإخوان قادت الهجوم على قناة "مكملين" الإخوانية التى تبث من تركيا، مشيرة إلى أن القناة أصبحت تنفذ تعليمات الدوحة التى تمولها، وأصدرت بيانا قالت فيه : (القناة الإخوانية تسعى لنشر اليأس والإحباط لدى تحالف الإخوان فى الخارج، وقد أصبحت أهدافها مشبوهة).

وأضافت "آيات عرابى" فى بيانها: (قناة مكملين تسعى لتدمير الإخوان فى الخارج، وليس لمساعدتهم، فهل لهذا الأمر علاقة بتمويل قطر للقناة؟ وهل تدفعهم الدوحة للحديث عن المصالحة، فقطر تروج منذ فترة لمسألة المصالحة، وصحيح أن القطريين إخوة أشقاء، ربما كانت لهم وجهة نظر فى ترويج موضوع المصالحة، لكن الكلمة فى هذا لنا نحن أولاً وأخيرًا)، على حد تعبيرها.

المعروف أن "آيات" من أنشط كوادر الإخوان على موقع "تويتر"، وأنها تهاجم النظام المصرى بشراسة، خصوصا بعد انتشار "فيديو" منسوب لها يصورها فى مواقف مخلة بالشرف ، كما يصورها وهى ببدلة رقص عارية، تبين فيما بعد أن الفيديو لراقصة أجنبية وليس لها.

وكان من اللافت للنظر فى الفترة الأخيرة لجوء "آيات" لخدمة "مباشر" التى تتيح لها التواصل بالصوت والصورة على "تويتر" مما تم تفسيره على أنه "أزمة" حرمتها من الظهور على قنوات الإخوان!.

"محمد عباس"، القيادى بتحالف دعم الإخوان صب الزيت على النار - متمثلة فى قنوات الجماعة- ومنها "مكملين" و"الشرق"، مشيرًا إلى أن ما يُبثّ عبر تلك القنوات الآن يعد نكسة خطيرة لمسيرة الإخوان وقنواتها.

أما "هانى سوريال"، القيادى بتحالف دعم الإخوان فى الخارج، فقد (وصف مقدمى البرامج بقنوات الجماعة فى تركيا، بالنصابين الذين لا يعلنون رواتبهم الحقيقية لأنصار الجماعة، ويحصلون على الكم الأكبر من أموال التنظيم).

وأضاف "سوريال"، فى تصريحات له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": أن ( "محمد ناصر"، مقدم أحد البرامج فى قناة مكلمين الإخوانية، رفض فى العلن الإعلان عن راتبه الحقيقى من القناة، ورد علىّ عندما سألته عن راتبه الحقيقى قائلا: إنت مالك)!!.

يذكر أن الدائرة 21 إرهاب قد حكمت بحبس الإخوانى "محمد ناصر" ، 3 سنوات ، بتهمة نشر أخبار كاذبة وتكدير السلم العام .. وقد اعتاد "ناصر" اجتزاء جزء من تصريح مرئى أو مقال لأى إعلامى وطنى ، ونزعه من سياقه، وتقديم الجزء المنتزع وكأنه وجهة نظر الكاتب أو الإعلامى ، وتحويله من شخص وطنى الى شخص يهاجم نظام 30 يونيه .. وقد حدث هذا معى أنا شخصيا لمرتين !.

وأيضا حكمت محكمة جنح الدقي، بمعاقبة كل من المذيع "معتز مطر" والممثل "هشام عبدالله"، غيابيا، بالحبس ثلاث سنوات، وذلك في اتهامهما بنشر أخبار كاذبة.. وذلك بعد أن أثبتت تحقيقات نيابة الدقي قيام "معتز مطر" بالتحريض ضد النظام الحالي .. وهو ما انطبق أيضا على الفنان "هشام عبد الله"، الذى يعمل بقناة "وطن" التي تبث من دولة تركيا.

كان المفروض على الإعلام المصرى أن يكشف حقيقة هؤلاء للبسطاء من الجمهور، الذين تجذبها الشهرة، وأن يجردهم من أى مصداقية استنادا إلى أحكام القضاء الذى يثق الشعب المصرى فى نزاهته .

لكن بكل أسف انقسم الإعلاميون فى مصر، فأصبح لدينا فريق كل همه تصفية رموز 25 يناير باعتبارهم العدو رقم (1)، وفريق آخر فاقدا للمهنية والمصداقية ، وفريق ثالث قضيته الوحيدة فى الحياة مضاعفة الملايين فلا مصر تعنيه ولا مستقبل الأجيال المقبلة.. وأغلبية تقف على الحياد السلبى المميت قانعة بهامش من الوجود وراتب حكومى فى مؤسسات منهارة!!.

حتى الآن يبدو لى الإعلام المصرى ،(معظمه قنوات خاصة بعد تراجع ماسبيرو)، فى غيبوبة وطنية، انه يكلم نفسه فى غرفة مغلقة، وكأنه سوف يحارب الإرهاب بالترفيه، ويجذب الاستثمارات الى مصر من جيوب المصريين، حتى فى خبر وفاة الإرهابى "عمر عبد الرحمن" ،فى أمريكا أخيراً، لم يبين الإعلام جرائمه وأفكاره التخريبية.

آن الأوان أن يتخلى الإعلام الوطنى عن "سطحيته"، وان يدرك أننا نمتلك من الأدوات الأقوى والأكثر فاعلية فى مواجهة "عدو" تزداد شراسته كلما ازداد تجاهلنا لجرائمه !.

    الاكثر قراءة