تحتفل اليوم الجمعة الفنانة القديرة مديحة حمدي بعيد ميلادها، إذ وُلدت في 4 يوليو عام 1941 بحي شبرا، وبدأت رحلتها الفنية بخطى ثابتة من خلف الميكروفون، قبل أن تتحول إلى واحدة من أبرز الوجوه النسائية على خشبة المسرح والشاشة الصغيرة.
البداية من الإذاعة والمسرح
لم تكن انطلاقتها مفاجئة كما يعتقد البعض، بل سبقتها سنوات من العمل المتواصل في الإذاعة التي صقلت أدواتها، ثم جاء دورها المسرحي الأول أمام العملاق فؤاد المهندس في مسرحية السكرتير الفني، ليكون بوابة عبورها إلى قلوب الجمهور.

دراما تلفزيونية وأدوار محفورة في الذاكرة
تألقت مديحة في عدد من المسلسلات المهمة، على رأسها عيلة الدوغري، كما شاركت في أفلام لاقت استحسانًا نقديًا وجماهيريًا، منها عائلات محترمة. وكان لها حضور لافت في المملكة العربية السعودية بعد نجاحها في المسلسل الشهير أصابع الزمن، الذي صنع لها شعبية واسعة في الثمانينيات.

إشادة فنية وملامح مصرية خالصة
وصفتها وسائل الإعلام في بداياتها بأنها "الوجه الحقيقي للفتاة المصرية"، وهو ما علّق عليه المخرج عبد الرحمن الخميسي بقوله إنها "مانْياني الشرق"، في إشارة إلى الفنانة الإيطالية الشهيرة. مديحة كانت فنانة نابعة من بيئتها، لم تلجأ للتكلف أو التصنع، بل اعتمدت على ملامحها الشرقية وموهبتها الصادقة التي منحتها جواز المرور إلى عالم الفن.

من التجارة إلى التمثيل
رغم أنها خريجة كلية التجارة، فإن عشقها للفن دفعها للالتحاق بـالمعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد تخرجها التحقت بالتلفزيون الذي قدّمها في عدد من الأعمال الناجحة. ومرت خلال مسيرتها بعدة محطات مسرحية، كان آخرها فرقة مسرح الحكيم، بعد أن قدمت بطولات في فرق كـ"المسرح الكوميدي" و"المسرح العالمي".
مديحة حمدي ليست مجرد فنانة قديرة، بل نموذج للنجمة التي شقت طريقها بهدوء، وثبّتت مكانتها في المشهد الفني المصري بخطوات واثقة وأداء لا يُنسى.