أ ش أ
حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بريطانيا من عدم التمكن من احتفاظها بامتيازات العضوية بالاتحاد الأوروبي عقب رحيلها، مشيرًا إلى أن رسالته إليها هي أن "ذلك مستحيل، حيث ستصبح بريطانيا غريبة على التكتل".
وأعرب أولاند، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "جارديان" البريطانية ونشرتها على موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين، عن أسفه حيال قرار بريطانيا بالمغادرة، لكنه أكد موقف فرنسا الذي اتخذته منذ فترة طويلة بأنه لا يمكن للبلاد الخروج من الاتحاد دون التنازل عن مزاياه.
لكن أولاند، قال إن الحكومة لن تتمكن من إيجاد البديل في العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل حكم ترامب، مضيفًا أن "مشكلة بريطانيا تتلخص في أنها كانت تعتقد أنه بترك أوروبا فإنها ستبرم شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة، إلا أن ما يحدث حاليًا هو أن أمريكا تنغلق على نفسها وتنعزل عن العالم، وهذا اختيار سيء من بريطانيا في توقيت سيء آسف له".
وبسؤاله عما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يثير مخاوف لديه، أوضح أولاند، أن "هذا لا يتعلق بالعواطف فحسب، إنها حقيقة سياسية لمدة أربعة أعوام.. ومن الواضح أن اتجاه ترامب الذي يحكم تصرفاته هو الانعزالية والحمائية الاقتصادية وغلق الطريق أمام الهجرة وتجنب قواعد الميزانية"، مضيفًا "بالنسبة لعدم فهمه لمعنى الاتحاد الأوروبي، فيتعين علينا أن نظهر له التماسك السياسي والثقل الاقتصادي والاستقلالية الاستراتيجية للتكتل".
وحول علاقة الاتحاد الأوروبي بروسيا، قال أولاند، إن موسكو تسعى لتأكيد نفسها كقوة عالمية فيما تختبر مقاومتنا، مضيفًا أن "روسيا تستخدم كل وسيلة من أجل التأثير على الرأي العام، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا الجديدة".
كما أشار الرئيس الفرنسي إلى أنه يواصل مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن ليس بهدف الرضوخ في نهاية المطاف، مضيفًا "إذا كانت أوروبا قوية ومتحدة فإن روسيا ستحتاج للإبقاء على علاقة مستدامة ومتوازنة معنا".
ووسط المخاوف في أوروبا من تدخل روسي أو تأثير على الحملات الانتخابية، قال أولاند: "بالنسبة لعمليات التأثير على الفكر، يجب الكشف عنها، ومن الضروري أن يكون هناك تفسير واضح لمن يقف مع من ومن يمول من.. ولماذا كل تلك التحركات ذات الفكر اليميني مرتبطة بشكل أو بآخر بروسيا".
كما لفتت الصحيفة إلى أن أولاند سيترك منصبه في شهر مايو المقبل، بعدما أصبح أول رئيس فرنسي منذ الحرب العالمية الثانية يتخذ قرارًا بأن موقفه لا يكفي من أجل الترشح لإعادة انتخابه.
ونوهت الصحيفة إلى أن أولاند سيستضيف قمة مصغرة مع زعماء ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا في مدينة فرساي بشمال فرنسا، مساء اليوم الاثنين، للاستعداد لاحتفاليات الذكرى الستين لاتفاقية روما.